أخبار عاجلة

'المسلمون مكانهم في مكة'... هكذا أرادت هذه السيدة طردهم من لبنان!

'المسلمون مكانهم في مكة'... هكذا أرادت هذه السيدة طردهم من لبنان!
'المسلمون مكانهم في مكة'... هكذا أرادت هذه السيدة طردهم من لبنان!
"المسلمون مكانهم في مكّة"..! عبارة قالتها إحدى السيدات اللبنانيات في مقطع فيديو يظهر أنها تنتمي إلى الطائفة المسيحية، ردا على الصحافي حسن عليق الذي صرح خلال إحدى البرامج التلفزيونية أن بشير الجميل عميلاً وليس شهيدا.

لا أعرف إسم هذه السيدة. الإسم لا يهم. ربما تلك العبارة يقولها الكثيرون، كل من ناحيته، وبأساليب مختلفة، لكن في الخفاء.

 
انتشر الفيديو بعناوين مختلفة: "قوّاتيّة عاشقة للشيخ بشير تحرّض على المسلمين وتدعو إلى طردِهِم من لبنان". 
 
السيء أن وسائل التواصل الاجتماعي سمحت لأي كان بأن يخرج على الناس بالتفاهة ويخلق "حالة" ما، ما كانت ستتوفر له لولا "الفيسبوك" و"التويتر" وغيرهما. 
 
تلك "الحالة" لا يمكن إطلاق تسمية واضحة عليها. فالكلام الذي تفوهت به تلك المرأة وضيع لدرجة البذاءة، إذ بعدما وجدت نفسها مُسّت في ما تعتبره مقدسها، أفرغت ما تقوله هو نفسه في جلساتها مع النسوة حول فنجان قهوة، أو عند مشاهدتها نشرات الأخبار مساء مع العائلة. 
 
مرّة أخرى، هذا ما نجنيه من وسائل التواصل، إذ تحول مقطع الفيديو إلى حفلة من البذاءة المتبادلة بين خصوم السياسة من اللبنانيين من المسلمين والمسيحيين. 
 
تعالوا نفكر قليلاً. شخص لبناني مسلم اعتبر أن رئيس الجمهورية بشير الجميل قتل ولم يستشهد، فترد المرأة المذكورة عبر فيديو يؤكد شهادة الجميل مستعيدة ماضي الحرب الأهلية ومدافعة عن العمالة لإسرائيل إذ اضطر المسيحيون لذلك. 
 
قائلة " اذا بتحرجونا رح نرجع عملاء لاسرائيل وخليها تكون حرب طائفية ثانية وخليها تكون شرقية وغربية ثانية". وتضيف " نعل رينجر بشير الجميل بيسوى شرفكن".!
 
ما حصل جرى ما يشبهه سابقاً وسيجري لاحقاً. اللغة نفسها. كلمة واحدة كافية لاشعال النفوس. ممكن أن نرى السلاح في الشوارع فجأة! 
 
هل هكذا سنعيش؟ كلمة قادرة على تسميم بلد؟ أي سلم أهلي "صرعت" أذاننا به منذ العام 1989؟ وأي حرب أهلية انتهت؟ كم حرب أهلية صغيرة جرت منذ اتفاق الطائف الى اليوم؟ لعلها بروفات للحرب الكبرى التي لن يبقى منها لا مسلمون ولا مسيحيون ولا لبنان؟ هذا البلد الخرب الذي يتآكل ويموت بطيئاً ولا يحتاج الى حرب أساساً؟ 
 
لم يتفق اللبنانيون يوماً على هوية لوطنهم. كل فئة لها تاريخها الخاص. في هذا التاريخ صورة عن لبنان، وعلاقة كل طائفة به وبدوره ومستقبله ومكانته بين محيطه. فإسرائيل عدو وليست عدواً في آن. إيران صديقة وعدو في آن أيضاً. لا أصدقاؤنا واضحون ولا خصومنا أو أعداؤنا. 
 
ماذا علينا أن نفعل لنطوي صفحة الحرب بلا استعراض دائم للبطولات التي قامت على حياة 100 ألف مدني وآلاف المفقودين والعائلات الثكلى؟  نفهم أن لغة الحرب تعني أمراً واحداً. أننا منافقون ولا نفعل سوى مجاملة بعضنا في العلن ونلعن بعضنا بعضاً في السرّ. الحقيقة والصراحة والتسامح، هي وحدها التي تصنع أوطاناً.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى بري “المستاء” يلتزم الصمت ولا يساجل الراعي

معلومات الكاتب