بين الثلث المعطِل وعقدة سنّة 8 آذار.. حكومة 'يوك'!

بين الثلث المعطِل وعقدة سنّة 8 آذار.. حكومة 'يوك'!
بين الثلث المعطِل وعقدة سنّة 8 آذار.. حكومة 'يوك'!
يستسهل البعض الحديث عن أزمة حكومية قد تطول إلى ما بعد رأس السنة، وكأن "الشباب" مرتاحون على وضعهم، أو كأن البلاد تعيش في ترف يسمح للمسؤولين فيها أو من يُفترض بهم أن يكونوا مسؤولين، "البعزقة" والتصرّف بصورة طبيعية ومن دون أن يعطلوا همّ المواطنين، الذين سيجدون أنفسهم بعد فترة وجيزة عاطلين عن العمل، بعد توالي إقفال المؤسسات والشركات أبوابها، وبعد التلويح باللعب بلقمة عيش الطبقة العاملة في لبنان وموظفي القطاع العام عن طريق تخفيض كلفة سلسلة الرتب والرواتب بمعدل 25 في المئة، في الوقت الذي لا تزال الحكومة لقمة عالقة في بلعوم "الثلث المعطِل أو "العقدة السنّية"، وهي حجج لا تقلي عجّة، ولم تعد تنطلي على اللبنانيين، الذين "يأكلون" العصي فيما غيرهم يعدّها، وهم الذين خبروا الطبقة السياسية منذ عقود طويلة، ويتهمّونها بأنها هي التي أوصلت البلاد إلى ما وصلت إليه من إهتراء وفساد، إلى حدّ الذهاب إلى حدّ تحميلها كل مصائب لبنان.

ويتساءل المتسائلون، الذين أيديهم في النار فيما أيدي غيرهم بالماء البارد: كيف يُمكن تسليم مصير البلد إلى طبقة سياسية عاجزة عن تشكيل حكومة لتسييل مساعدات "سيدر1"، على الأقل، مع علمهم المسبق أن لا هذه الحكومة، في حال تمّ تشكيلها، أو أي حكومة أخرى يمكنها أن "تشيل الزير من البير" ما دامت ذهنية السلطة هي نفسها، اليوم كما الأمس وكما ستكون عليه في المستقبل... صفقات وسمسرات ومتاجرة بلقمة عيش المواطنين، الذين أصبح أكثر من نصفهم تحت خطّ الفقر.

وبالعودة إلى العقد المصطنعة، التي لا تزال تحول دون تقليعة الحكومة، سواء من خلال وحدة وطنية أو بمن حضر، تبرز في الأفق بوادر خطيرة قد تتخطّى حدود السراي الحكومي، خصوصًا في ظل الأجواء التي عاشها الشارع اللبناني في غير منطقة، وبعد الكلام العالي السقف، الذي قفز فوق حواجز الخطوط الحمر، مع ما يرافق ذلك من توتر إقليمي، تمكّن لبنان لفترة طويلة من تجاوز خطورته ونجح في النأي بنفسه عمّا يجري من حوله، إلى أن وصلت الموسى إلى ذقن "حزب الله" من خلال العقوبات التي فرضتها واشنطن على إيران والحزب وكل من يدور في فلكهما، فكان التجميد على الصعيد الداخلي سيد المواقف، إلى أن وصلت الأمور إلى ما يوحي بما هو أخطر من التجميد، وهذا ما أستدعى إنعقاد المجلس الأعلى للدفاع، في مسعى من القيمين على الأمن للحدّ من أي تطور قد يحصل على الارض، مع تشديد على ضرب أي مخلّ بالأمن وبالسلم الأهلي أو الإستقرار الأمني، أيًا تكن الجهة التي تقف وراءه، وهذا ما حصل بالأمس من خلال عدم تهاون الجيش مع العابثين بالأمن، وهو مستمر في حملته التطهيرية، وذلك في عمليات إستباقية قبل أن "يفلت الملق".  

وهكذا تدور الدوائر في محصلة نهائية لتصب في خانة القول "حكومة يوك"، ما لم تكن الكلمة الأخيرة لغير أهل الطائف.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى بري “المستاء” يلتزم الصمت ولا يساجل الراعي

معلومات الكاتب