الثلث المعطل يعطّل التأليف.. حصة العهد بيت القصيد!

الثلث المعطل يعطّل التأليف.. حصة العهد بيت القصيد!
الثلث المعطل يعطّل التأليف.. حصة العهد بيت القصيد!
توقّفت أوساط سياسية عند كلام النائب جهاد الصمد على هامش لقاء الأربعاء النيابي بأنّ "الحكومة يمكن أن تتألف اليوم في حال تنازل الوزير (جبران) باسيل عن 11 وزيرًا وتمثل اللقاء التشاوري بوزير". الصمد ذهب أبعد من ذلك ليشير إلى اهتزاز الثقة بين الحلفاء في حديث إذاعي إذ رأى أن  "الحكومة يمكن أن تتألف في أيّ وقت إذا وُجدت الثقة بين الحلفاء"، وسأل "ألم يعد هناك ثقة بين الحلفاء ليأخذ فريقٌ الثلثَ المعطل وحده؟ فمن يعطل الحكومة هو من يقبل بأن يكون هناك ثلث معطل لفريق واحد في الحكومة".

السؤال هو، هل كلام الصمد يعبر عن رأيه الشخصي أم عن رأي حزب الله؟ وهل افتعل "حزب الله" عقدة السنّة الستة لغاية تعطيل هذا الثلث المعطل؟

برأي مصادر مراقبة لـ "لبنان 24" لا يمكن مقاربة كلام الصمد بمعزل عن مجريات التأليف منذ تفجير حزب الله لهذه العقدة، قبل ساعات من إعلان مراسيم التأليف التي كان يفترض أن تلي المؤتمر الصحافي للقوات والتي أعلنت خلاله قبولها العرض الوزاري، بعدما تمّ الإيحاء أنّ هذه العقدة لن تعيق التأليف عند حل العقدتين الدرزية والمسيحية. وتعتبر المصادر أنّ ما كان يحكى في الكواليس السياسية قبل أشهر خرج إلى العلن من خلال كلام الصمد الواضح في عباراته ومدلولاته، ومفاده أنّ حزب الله لن يسمح بأن يمتلك العهد وفريقه ورقة الثلث المعطل في حكومة يُتوقع أن تعمر حتّى موعد الإنتخابات النيابية .

وأسباب الحزب تتخطى الحسابات المحلية إلى أبعاد استراتيجية في زمن العقوبات الأميركية على حزب الله وعلى بيع النفط الإيراني، فما كان مسموحًا به قبل هذه العقوبات لم يعد مقبولًا بعد دخولها حيز التفيذ، لاسيّما وأنّ الإدارة الأميركية متشددة في تطبيق عقوباتها إلى أبعد الحدود .

 ولفتت المصادر إلى توقيت خطاب السيد حسن نصر الله التصعيدي، الذي أتى بعد مجاهرة الرئيس ميشال عون بعدم أحقية النواب الستة بالتمثيل الوزاري، لعدم انضوائهم في كتلة واحدة خلال الإستشارات النيابية. انطلاقًا من هنا لا يمكن قراءة حديث الصمد وتصويبه على الثقة بين الحلفاء بمعزل عن الإهتزاز الذي أصاب العلاقة بين ركني تفاهم مار مخايل للمرة الأولى، فالحزب استاء من سلوك فريق العهد وسعيه لامتلاك هذا الثلث وحده بمعزل عن حلفائه، وكأنّه يريد الإستئثار بالقرار متجاوزًا حلفائه، وليس أوضح من قول الصمد في هذا الشأن "يمكن أن تولد الحكومة في أيّ وقت إذا وُجدت الثقة بين الحلفاء"، مع الاشارة إلى أن هذا الحديث نشره الموقع الإلكتروني لقناة المنار وإن نسبه إلى الوكالة الوطنية للإعلام .

وتضيف المصادر "راهن حزب الله على العقدتين الدرزية والمسيحية وعندما حُلت كل منهما، وباتت الحكومة في ساعاتها الأخيرة، لم يعد أمامه سوى رمي العقدة السنية ليصيب عصفورين بحجر، الثلث المعطل من جهة ومكافأة الحليف السنّي وكسر آحادية التمثيل السني من جهة ثانية ". 

أمام هذا الواقع لا يمكن لحراك الوزير جبران باسيل أن يجدي، لأن اقتراحاته الثلاثة تبقي حصته كما هي .

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى بري “المستاء” يلتزم الصمت ولا يساجل الراعي

معلومات الكاتب