أخبار عاجلة
سعر ربطة الخبز إلى ارتفاع في نيسان! -
مخالفات بالمئات أسبوعياً في الأسواق! -
“الحزب” ينعى عنصرين له -

كيف أمضى كارلوس غصن الأيام الـ10 الأولى بعد توقيفه... بالتفاصيل

كيف أمضى كارلوس غصن الأيام الـ10 الأولى بعد توقيفه... بالتفاصيل
كيف أمضى كارلوس غصن الأيام الـ10 الأولى بعد توقيفه... بالتفاصيل
تحت عنوان " 10 أيام من التحقيق الغامض مع كارلوس غصن...عنيف جداً ومفاجئ جداً الى حد الصدمة!" كتبت موناليزا فريحة عبر "النهار" انه ومنذ ليل ذلك الاثنين يقبع غصن، حامل الجنسيات اللبنانية والفرنسية والبرازيلية، في سجن في طوكيو من دون أن توجه اليه اتهامات رسمية، وسط تسريبات إعلامية عن أنه مذنب بسوء سلوك مالي أضيفت اليها تصريحات مفاجئة لزوجته السابقة تتحدث فيها عن أمور شخصية. استجوبه مدعون من دون وكلاء له، وأزيح من مناصبه واحداً تلو الاخر، بدءا من "نيسان" وصولاً الى "ميتسوبيشي موتورز".
هذا التحقيق الغريب والغامض يحصل في اليابان، الدولة الرأسمالية التي يفترض أن تكون الشفافية سمة أولى لنظامها القضائي. فمع أن هذا النظام يتيح توقيف أشخاص 23 يوماً من دون توجيه أي اتهامات، تشوب ظروف توقيف غصن علامات استفهام كثيرة، الامر الذي أثار غضباً وسط رجال الاعمال في فرنسا، ودفع وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل الى استدعاء السفير الياباني للتأكيد أن الوزارة تتابع قضيته عبر كل الوسائل المتاحة للتأكد من انه يتم التعامل معها بكل شفافية حسب القوانين المرعية. وعلمت "النهار" أن فريقاً عالمياً من القانونيين والحقوقيين كما من لبنان، ومن أبرزهم نقيب المحامين اندريه الشدياق والنقيبة السابقة للمحامين امل حداد سيتشكل للدفاع عن غصن.
ويرأس الفريق القانوني الدولي موتوناري أوتسورو، الذي كان رئيساً لجهاز التحقيقات الخاصة في مكتب مدعي طوكيو والذي يعرف جيداً التكتيكات والاسلحة المتوافرة في متناول المدعين.

تمديد التوقيف

لم يكن العالم قد أفاق من صدمة توقيف غصن، حتى بدأت تتسرب معلومات مفاجئة عن ظروف توقيفه تركت المجال مفتوحاً للتكهنات والنظريات.

فبعد توقيفه بيومين، أصدرت محكمة طوكيو أمراً بتمديد توقيفه عشرة أيام مع مواصلة المدعين التحقيق بمزاعم ارتكاب مخالفات مالية تشمل عدم الإبلاغ عن دخله الحقيقي لسنوات. ومذذاك، لم يسمع حسّ لغصن، الامر الذي دفع البعض الى الاشارة اليه بـ"كارلوس الشبح".

لا تشبه ظروف الاعتقال في اليابان مثيلاتها في الدول الديمقراطية. لذا ذهبت وسائل اعلام يابانية الى اعتبار ظروف اعتقال كارلوس فرصة لمراجعة القضايا المتعلقة بالعملية القانونية التي يواجهها مشتبه فيهم قيد الاعتقال في اليابان. ونقلت صحيفة "japan times" عن محامي الدفاع الجنائي ماكوتو إندو أن المحاكم الجنائية اليابانية تعمل بموجب فرضية "مذنب حتى تثبت إلإدانة"، معتبراً أن هدف هذا النظام ليس احقاق العدالة وإنما الوصول الى إدانة".

ففي الساعات ال24 الأولى بعد توقيف مشتبه فيه، يطلب المدعون عادة تمديد فترة التوقيف عشرة ايام لضمان عدم تدمير الادلة أو عدم فرار الشخص المعني. وغالباً ما توافق المحكمة على هذا الطلب.
. وخلال هذه الفترة، يمكن المحققين استجواب المشتبه فيهم ما يصل الى ثماني ساعات يومياً من دون حضور وكيل له؟ وتتم مصادرة هواتفه وأمتعته الشخصية، ولا توفر للمشتبه فيه أية وسيلة للتواصل مع العالم الخارجي في ما عدا التحدث مع محاميه أو زواره.

ويسمح للمشتبه فيهم بما يصل الى ثلاث زيارات، ولكن زيارة واحدة يومياً وفي عطلات نهاية الاسبوع فحسب، على ألا تتجاوز مدتها 20 دقيقة. وتخضع الزيارات لمراقبة السلطات في السجن، ولا يسمح بالحديث الا باليابانية خلال الزيارة. الاستحمام متاح يومً بعد يوم، والوجبات توصف بأنها غير صالحة للأكل تقريباً. وإذا لم يقر المشتبه فيه بالتهمة خلال الايام ال13 الأولى، يطلب المدعون عادة عشرة ايام اضافية، ونادراً ما يتم قبول الكفالة. وفي نهاية الايام ال23، يتعين على المدعين اتخاذ قرار في شأن توجيه اتهام رسمي للمشتبه فيه أو اطلاقه. وحتى إذا أطلق، يمكن الشرطة توقيفه مجدداً بتهم أخرى، ويمكن أن يستمر توقيفه 23 يوماً اضافياً.

وتعتبر هذه الاجراءات معياراً في جرائم القتل ، حيث يوضع المشتبه فيهم في البداية في الحجز بتهمة "التصرف بشكل غير صحيح في جثة" ، ويستجوبون لمدة 23 يوماً، ويتهمون رسمياً ثم يعاد اعتقالهم بتهم القتل.

ويمكن الاستعانة بهذه الإجراءات أيضاً في حالات الشركات البارزة. وتشير الصحف اليابانية الى مارك كاربيليس ، الرئيس التنفيذي السابق لشركة Mt. غوكس الذي اعتقل مرتين على الأقل في عام 2015 بعدما رفض الاقرار بالذنب وتمسك ببراءته، وهو لا يزال قيد المحاكمة منذ ثلاث سنوات.
ليس واضحاً بعد المسار الذي سيتخذه المدعون العامون في قضية غصن. لكن هذه المعاملة ليست مقبولة بموجب القانون الفرنسي. وقالت عنها صحيفة "وول ستريت " الاميركية إنها ملائمة لمجرمي عصابات الجريمة المنظمة العابرة للحدود أكثر منها لرئيس تنفيذي عالمي لا سوابق له بالاحتيال أو باستغلال المنصب. ولا تكتفي بانتقاد ظروف الاعتقال، وإنما تعتبر الادعاءات بأنه لم يكشف رواتبه الحقيقية غريبة، إذ "كان مفترضاً أن تكون شركة نيسان على علم بذلك منذ فترة طويلة". وتستنتج أن التوقيف وراءه خلاف بين "نيسان" و"رينو" المساهم الاكبر فيها وشريكها، محذرة من أنه من دون مزيد من الشفافية في التحقيقات "سيكون فخ شركة نيسان علامة سوداء على الاعمال اليابانية".

واليوم، استمرت التسريبات، وآخرها ما أوردته صحيفة "أساهي شيمبون" أن غصن حَمّل شركة "نيسان" خسائر استثمارات شخصية تكبدها إبان الأزمة المالية في 2008، كي لا يمنى هو نفسه بخسائر بملايين الدولارات.

ولكن في غياب أية معطيات رسمية واضحة في القضية تتيح معرفة حقيقة هذه الاتهامات بعيداً من التسريبات، يبدو رجال الاعمال الفرنسيون مذهولين حيال طريقة التعامل مع مواطنهم، ويرفض الاعلام الفرنسي معاملة رمز فرنسي كتاجر مخدرات.

و يقول رئيس شركة "أورانج" الفرنسية العملاقة ستيفان ريشار عن قضية غصن إنها "عنيفة جداً ومفاجئة جداً الى درجة احداثها أثر صدمة" وتحديداً في أوساك الفرنسيين.

وكانت الصدمة واضحة على تييري بوتون رئيس شركة "اتوس" للأدوية والاعشاب الطبية وهو يصف مشهد عشرة أشخاص من مكتب مدعي طوكيو ينتظرون على مدرج مطار هانيدا طائرة مع كاميرات تلفزيونية.

وتحت عنوان: "قضية كارلوس غصن، الاتهامات ظلت غامضة"، أبدت صحيفة "لوفيغارو" "عدم ارتياحها للتحقيق الأحادي الذي يواجهه غصن".

عموماً، تسود الاعلام الفرنسي شكوكاً واسعة حيال التحقيق الياباني، وارتفعت دعوات تطالب باسترداده والسماح للمحققين اليابانيين بمواصلة عملهم في باريس.

وذهب مقال في مجلة "لوبوان" الى المطالبة بوقف "عملية اعدامه " في وسائل الاعلام. فمع توضيحها أن الامر لا يرمي الى عرقلة عمل القضاء الياباني، ترفض المجلة رفضاً قاطعاً معاملة غصن كتاجر للمخدرات. وتقول: "اذا كان مخطئاً سيدفع باهظاً ثمن ذلك، ولكن على فرنسا التأكد أنه ليس ضحية تلاعب ياباني. وعليها قبل كل شيء اخراجه من الزنزانة والتحقق من التهم المواجهة اليه وربما معاقبته. الرهانات كبيرة جداً ولا يجب منح اليابانيين ثقة عمياء".

وفي باريس، اكتسبت نظرية "مؤامرة ضد الهيمنة الفرنسية على مجموعة رينو-نيسان؟" زخماً بسبب امعان الذراع الايمن السابق لغصن لدى شركة "نيسان" بتوجيه الاتهامات الغامضة الى رئيسه السابق. وقبل أن يقول القضاء الياباني كلمته، تقول "الفيغارو" إن "سموم الشك تفعل فعلها، فيما كارلوس غصن يحرق على الملأ" .

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق قبلان: لبنان ليس قائمة طعام ولا ميدان رماية!
التالى الجماعة الإسلامية في لبنان تدين هجوم موسكو

معلومات الكاتب