أخبار عاجلة

'عريس الإستقلال'.. رحيل 'أسامة' يُبكِي طرابلس والشمال! (فيديو وصور)

'عريس الإستقلال'.. رحيل 'أسامة' يُبكِي طرابلس والشمال! (فيديو وصور)
'عريس الإستقلال'.. رحيل 'أسامة' يُبكِي طرابلس والشمال! (فيديو وصور)
هو "عريس الإستقلال" الذي كتب له القدر أن يفارق أهله وأصحابه ومحبّيه تاركاً جرحاً عميقاً وفراغاً قاتلاً لن تمحوه الأيام ولا السنوات. هو التلميذ الضابط أسامة حبلص، نجل الشيخ محمّد حبلص إمام مسجد "الرحمن" في طرابلس، الذي ارتقى شهيداً في يوم الإستقلال على طرقات لبنان التي باتت عدواً يفتكُ باللبنانيين ولا تقلّ خطورة عن أعداء لبنان الفعليين.

 على الطريق البحرية في محلّة نهر الموت، كان الموت متربّصاً بالشاب الخلوق ابن بلدة زوق الحبالصة العكارية، الذي لم يتمّ بعد سنته الثالثة في المدرسة الحربية، حيث اصطدمت السيارة التي كان بداخلها مع اثنين من زملائه بحائط ليفارق الحياة متأثّراً بإصابته فيما أصيب زميلاه بجروح، وفق ما أفادت "غرفة التحكّم المروري".

 من جهتها، ذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام" أنّ السيّارة وهي من نوع "شفروليه" (سوداء اللون)، انحرفت على الطريق البحرية في الدورة، واصطدمت بحافة الطريق، ما أدّى إلى تحطمها"، كما أفادت بأنّ عناصر الإسعاف في الدفاع المدني اضطرت لاستخدام آلات الإنقاذ الهيدروليكية لسحب الشبّان الـ 3 من السيارة.

وسيصلّى على جثمان الراحل بعد صلاة ظهر اليوم الجمعة، في مسجد زوق الحبالصة – عكار ليوارى الثرى في جبّانة البلدة.

الخبر كان صدمة بالنسبة لكلّ من عرف أسامة وعرف والده الشيخ محمّد صاحب الصوت المؤثّر والخاشع والذي يغصّ مسجد "الرحمن" بالمصلّين والمؤمنين الذين يجدون الخشوع والسكينة عند سماع صوته، وقد تداول الناشطون مقطع فيديو للشيخ حبلص قيل إنّه وهو يأمّ المصلّين بعد وفاة نجله، فيما لفت آخرون إلى أنّ الفيديو قديم منذ أيام صلاة التراويح في شهر رمضان.

كما تداول الناشطون صوراً لـ"أسامة" وهو يرتدي لباسه العسكري، إضافة إلى فيديو قديمٍ له وهو يؤدّي آذان صلاة العشاء في مسجد "الرحمن" عام 2016.

وقد عبّر كلّ من عرف الشهيد أسامة ووالده الشيخ محمّد حبلص عن حزنهم وألمهم ووقوفهم إلى جانب الأب الملكوم في هذه المحنة، مسلّمين بمشيئة الله وبقضائه وقدره.

 
الدكتور خلدون الشريف نشر صورة للشاب الراحل بلباسه العسكري وهو يقبّل والده، وعلّق عليها قائلاً: "في أكثر مناسبات العزاء في مساجد طرابلس، نلتقي بالشيخ الطيب، ذو الصوت المؤثر في قلب القلب، الشيخ محمد حبلص يرتل القرآن. إليك شيخي وعن روح ولدك أسامة نهدي سورة الفاتحة. كلٌ منا مقدرٌ له أن يودع الأحبة ويواريهم الثرى. أقسى الوداع وداع الأبناء الشباب. رحمه الله وألهمكم الصبر والسلوان".

 

الشيخ أمير رعد قال متوجّهاً إلى الشيخ حبلص: "لله ما أعطى وله ما أخذ وكل شيء عنده بمقدار ..صبرك الله أخي وحبيب القلب شيخ محمد.. أشد الناس بلاء الأنبياء ثمّ الأمثل فالأمثل ولا أحسبك إلا صابراً محتسباً عظم الله أجرك.. وابننا أسامة خبرناه في سفر وفِي حضر وخاصة في العمرة وكان يتمتّع بروح الفكاهة والتواضع اسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتقبله ويجمعه مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا وأن يسقيه من يدي الحبيب المصطفى شربة لا يظمأ بعدها أبدا".

 

الشيخ سلمان بارودي كتب في عزاء الراحل كلمات مؤثّرة قال فيها: "عزاء لأخينا الشيخ محمد حبلص في ريحانته (أسامة) كان الله معه، وفي عونه. تَصَبَّر فَدَتكَ النّفسُ إن تَستطِع صبرا.... هو خطبٌ، وليس سهلاً عليكم، ولقد رمى النّفوس بحزنٍ يتصاعد مع الأنفاسِ زفيرا. لكنكم أهلُ دين، وأهل تقوى، وأهل إيمان ويقين، ولستُ أكتبُ كي أذكركُمْ بما تعلّمونه للنّاس.. لكنها كلماتٌ خرجت من قلبٍ تأثّرَ كما يتأثر الناس، وحَزِنَ كما يحزنُ الناس".

 

من جهته، كتب الحاج نسيم ضناوي في رثاء الراحل: 

 

"أرثيك يا أسامة محمد حبلص

تمتمت عيناي دموعا تحكي ألم الفراق

وعادت إلي ذكرى يوما طاب لي العناق

لفارس إمتطى صهوة القلوب والاشواق

أسامة أسد روحنا برقة ندى الأوراق

خلوق صدوق باهي السيرة عذب المساق

غادرنا بليل جمعة الى من اليه المساق

الى رب كريم يعلم حرقة وحنين الاحداق

نرجو أن يجمعنا به مع النبيين رفاق

ويكتبه عنده شهيدا سألها قبلا الرزاق

اصبر فدعاؤك اخي محمد متصل الوثاق

الى روح رفت وخفت بجناحها التواق".

 

ثانوية "الإصلاح الإسلامية"، نعت الشاب الراحل الذي كان أحد طلابها في مرحلتي الروضات والإبتدائي على لسان مديرها العام محمد خالد ميقاتي الذي قال: "بمزيد من الرضا والتسليم بقضاء الله وقدره، تلقَّينا الخبر الفاجعة بوفاة الشاب أسامة حبلص - نجل الأخ الكريم الشيخ محمد حبلص ببالغ الحزن والأسى، سائلين الله تعالى أن يُلهِمَ أهله الصَبر على مُصابهم الجَلل عند الصَدمَة الأولى، وأن يَصُبَّ على قلوبهم السَّكينة والطمأنينة بعد أن قَضى فلِذة كبدِهم في هذا الحادث المؤسِف في ليلة الجمعة الثالثة المباركة من شهر ربيع الأول، فلَه سُبحانه ما أَعطَى وله ما أَخَذ، ولن نقول إلا ما يُرضي ربّنا. والجدير بالذكر، أن الفقيد الشاب نشأ منذ نعومة أظفاره في قِسمَي الروضات والابتدائي في ثانوية الإصلاح الإسلامية وتَرعرَع فيها، وكان مشهوداً له بالوسامة والأخلاق والالتزام، ومَن شابَه أبَاه ما ظَلَم".

 

من جهتها، ثانوية "روضة الفيحاء" نعت الشاب الراحل الذي كان طالباً فيها أيضاً، قائلة: "بكثير من اللوعة والألم تنعي ثانوية روضة الفيحاء ابنها الشاب تلميذ المدرسة الحربية، الشهيد: أسامة محمد حبلص. الذي توفاه الله عزّ وجلّ إثر حادث أليم. إنّ أسرة ثانوية روضة الفيحاء؛ إدارة؛ ومعلمين؛ وموظفين؛ وتلامذة تقف إلى جانب والد الفقيد أخينا وزميلنا فضيلة الشيخ محمد حبلص في مصابه الجلل، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا عزّ وجل، وما نحن به مؤمنون، وما نربي عليه أبناءنا وبناتنا، وأسامة واحد منهم".


اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى بري “المستاء” يلتزم الصمت ولا يساجل الراعي

معلومات الكاتب