أخبار عاجلة
“2500 سجين سوري”… خوري: سيتم تسليمهم! -
جدول جديد لأسعار المحروقات -
ترقّب لطرح اسم إضافي في “لائحة الخيار الثالث” -

لبنان يحتفل اليوم من دون حكومة.... وتعويل على لقاءات القصر الجانبية

لبنان يحتفل اليوم من دون حكومة.... وتعويل على لقاءات القصر الجانبية
لبنان يحتفل اليوم من دون حكومة.... وتعويل على لقاءات القصر الجانبية
يحتفل لبنان الرسمي والسياسي بالعيد الـ75 لاستقلال لبنان، من دون ان ترى الحكومة التي مضى على تكليف الرئيس المكلف تشكيلها نحواً من ستة أشهر. وتتجه الأنظار الى القصر الجمهوري والمشاورات الجانبية التي قد تعقد على هامش تقبل التهاني بعيد الاستقلال.
الاّ أن الأجواء السائدة في البلاد، لا وتوحي الى امكانية تشكيل حكومة في القريب العاجل، وقد يطول الأمر الى السنة الجديدة، لا سيّما وان كل طرف لا يزال يتمسك بموقفه، على وقع فشل المبادرة التي قادها وزير الخارجية جبران باسيل، ومن هنا اعتبرت اوساط سياسية بارزة معنية بالتحركات السياسية الجارية لـ"النهار" ان رمي الكرة نهائيا في مرمى الرئيس الحريري من زاوية حصر حركته في معالجة موضوع التمثيل السني وتنصل الفريق الرئاسي من هذه العقدة باقتراح باسيل سحب تبادل المقعد المسيحي لدى الرئيس الحريري مع المقعد السني لدى رئيس الجمهورية قد أدى واقعياً الى استدراج رفض تلقائي لم يفاجئ أحداً من الرئيس المكلف لمنطق حصر مهمته بمعالجة التمثيل السني وقطع الطريق عليه لتمثيل مسيحي ضمن حصته، الامر الذي يتعارض تماماً مع الاصول الدستورية أولاً ومن ثم مع واقع تعددية كتلته النيابية. 
وأفادت مصادر مواكبة للمأزق ان كرة النار التي سددها باسيل عملياً في اتجاه الحريري زادت الموقف تعقيداً. ذلك انه في حال تمثيل سنة 8 آذار بمقعد وذهاب مقعد آخر الى الرئيس نجيب ميقاتي، لن يبقى من حصة الرئيس المكلف سوى أربعة مقاعد، الامر الذي لن يتقبله بسهولة، الا اذا استدار وتحلل من مواقفه السابقة بحجة التضحية والمصلحة الوطنية، وفي حال اعتماد هذه الصيغة ولدى انعقاد مجلس الوزراء لن يكون هناك سوى ثلاثة وزراء من فريق الرئيس الحريري وسط سيطرة واضحة لمجمل قوى 8 آذار وعلى رأسها "حزب الله" وبثلث معطل أي 11 وزيراً من نصيب فريق رئيس الجمهورية و"التيار الوطني الحر".
واكدت مصادر "كتلة المستقبل" لـ"النهار" في هذا السياق رفض اقتصار حصة الرئيس الحريري على التمثيل السني محذرة من كلّ الأفكار التي تحصر عمل الرئيس المكلف بالمربّع السني، باعتبارها مخالفة للأصول والأعراف في تأليف الحكومات، خصوصاً أن "كتلة المستقبل" عابرة للطوائف، وتضمّ نواباً مسيحيين، ومن حقّها أن تمثّل بوزراء مسيحيين.
النواب السنة: نريد موعداً من الحريري
في هذا الوقت، تنتظر الساحة الداخلية اللبنانية موقف الرئيس سعد الحريري من امكانية لقاء نواب "اللقاء التشاوري"، في ظل رفعه "البطاقة الحمراء" في وجه استقبال النواب الستة السنة، لأن مجرّد فتح أبواب "بيت الوسط" امامهم معناة الاعتراف بهم والاقرار بحيثيتهم، وتالياً وجوب الاستجابة لمطلبهم بتوزير أحدهم، علماً ان عقد هذا اللقاء يُشكّل النقطة الأولى في مبادرة باسيل، كون الثانية، تقضي بأن يبحث رئيس "التيار الحر" والنواب السنة في المخرج الملائم للأزمة، اما بالاتفاق على تسمية وزير منهم، أو بوضع لائحة أسماء - بعد موافقة النواب السنة من خارج تجمعهم ليصار لاحقاً إلى اختيار واحد منهم تماماً كما حصل مع العقدة الدرزية، لتأتي بعدها النقطة الثالثة القائمة على آلية تمثيل هؤلاء من حصة من؟ رئيس الجمهورية أو الرئيس المكلف؟
وذكرت مصادر مطلعة على تحرك الوزير باسيل، انه لم يقترح على النواب الستة طلب موعد مع الحريري لو لم يكن قد مهد الجو معه عندما التقاه يوم الاحد الماضي، لاستقبالهم والاستماع الى وجهة نظرهم.
ونفت المصادر لـ"اللواء" ان يكون باسيل قد اوقف تحركه، مشيرة الى ان مسعاه يقتصر على تقريب وجهات النظر، والى احتمال حصول مشاروات اليوم في القصر الجمهوري على هامش حفل الاستقبال الرسمي  الذي يقيمه رئيس الجمهورية لمناسبة الاستقلال. وتوقعت ان يعقد باسيل اجتماعا  اخر مع النواب الستّة المستقلين لكن لم يعرف هل قبل أو بعد لقائهم بالحريري اذا تم اللقاء. لكن باسيل لن يتجاوز في كل الحالات صلاحيات الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة.
وتشير المصادر الى ان باسيل يسعى ايضا الى تشكيل حكومة منتجة لا تعطيل فيها لسبب سياسي أو كيدي أو بسبب خلاف مع طرف ما.
وفي ما خص النواب السنة الستة، علمت "اللواء" ان أعضاء "اللقاء التشاوري" اجروا اتصالات ببعضهم خلال اليومين الماضيين من دون الاجتماع بسبب سفر بعضهم للخارج على ان يعودوا الاحد، وتوصلوا الى اتفاق على ان يطلب النائب عبد الرحيم مراد موعدا للقاء بالرئيس الحريري، من اجل شرح وجهة نظرهم حول طلب توزير احدهم والاستماع الى رأيه مباشرة، وسط توقعات ان يتم اللقاء الاسبوع المقبل اذا وافق الحريري على الاجتماع بهم.
وذكرت مصادر اللقاء ان المهم بالنسبة لهم أولاً هو ان يعترف الرئيس الحريري بوجودهم كقوة سياسية في الشارع السني تعبر عن توجهات مختلفة عن توجه "تيار المستقبل" وداعمة لخط المقاومة.
وعما اذا رفض الحريري اللقاء بالنواب الستة؟ قالت المصادر: لا نعلم كيف سيكون موقفه ولن نحكم على النوايا، لكن المهم ان يأخذ بالاعتبار حقنا في التمثيل بالحكومة لان الطائفة السنية لم تعد تُختزل "بتيار المستقبل".
وحول ما تردد عن ان سبب رفض توزير احدهم هو خسارة الرئيس الحريري وزيرين سنيين اذا نال الرئيس عون وزيرا سنيا وأُعطِيَ وزير للنواب المستقلين؟ قالت المصادر: "نحن نريد مقعدا وزاريا مستقلا من الحصة السنية ولا علاقة لنا بالباقي، هل يتفق الحريري مع الرئيس عون ليعطيه وزيرا سنيا او يجدا حلا اخر اويأخذ الحريري وزيرا اضافيا من طرف سياسي اخر، هذا الامر بيدهم".
وأكد النائب جهاد الصمد لـ"الأخبار" بأنّه "من غير الوارد أن نقبل إلا بتمثيل واحد منا. هذا حقّنا السياسي وليس شهوةً للسلطة". لا يريد أعضاء اللقاء التشاوري أن يكونوا مُعرقلين، "ولكن لا نريد أيضاً أن نُلغي أنفسنا"، يعتبر الصمد، الذي لا يرى أنّ اتفاق رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي مع الحريري على حصّة وزارية، "يؤثّر سلباً علينا. النواب السنّة العشرة من خارج تيار المستقبل يحق لهم بوزيرين، فباستطاعتنا نحن الاثنين أن نتمثّل".
مصادر بعبدا: الوضع ليس سوداوياً
في هذا الوقت حافظ قصر بعبدا على الحدّ الأدنى من تفاؤله، وأشارت مصادر مطلعة على أجواء ما يدور في القصر الجمهوري، عبر "الديار" الى أن "مهمّة الوزير باسيل صعبة، لكنها غير مستحيلة". وشددت على أن "الرئيس عون ما زال يراهن على وعي كلّ الأطراف، وإدراك دقّة الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي يمرّ بها لبنان"، مشيرة الى "السقوف العالية ليست قدراً لا يمكن تجاوزه، بل هناك سعي مع كلّ الأطراف لتخطّي آخر عقدة على طريق تشكيل الحكومة، وخصوصاً أن المرجعيات السياسية والدينية تبدل جهوداً للحلحلة". 
بري: قررت عدم الكلام
رئيس مجلس النواب نبيه بري لاحظ من جانبه ان المخرج الذي وضع في عين التينة ليسير باسيل بموجبه لم يطبق وفق الخطة التي وضعت. ويرى بري ان وزير الخارجية عمل على تطبيق ما يخدمه. ويردد رئيس المجلس أمام زواره أنه لا يخجل بالمخرج "الذي وضعته والذي يساعد على تشكيل الحكومة وكان سيؤدي الى اكتمالها وصدور مراسيمها". ولمح الى اتجاه لديه لالتزام الصمت فترة اذ قال رداً على سؤال عما سينتج من اللقاء الرئاسي في قصر بعبدا اليوم حسب ما ذكرت صحيفة "النهار": "سيكون اللقاء صامتاً وأنا من الآن وصاعداً قررت عدم الكلام في موضوع الحكومة، وسأقتبس طريقة شارلي شابلن في الافلام الصامتة. سيصبح كلامي غالي الثمن. حتى لو سألني الصحافيون سأقول ماذا عندكم أولاً".
المستقبل: حزب الله يريد تأخير الحكومة
في المقابل، رأت مصادر تيار المستقبل المواكبة لعملية التأليف أن مطلب حزب الله يختزن نيةً صريحة من الحزب بالسعي إلى الاستمرار في تعطيل ولادة الحكومة العتيدة وإدخال البلد في "مرحلة تصريف أعمال طويلة الأمد، ما يطرح أسئلة عن خلفيات هذا المطلب، وما إذا كان موضوع سنّة 8 آذار من الأساس مجرد غطاء لشيء غير مرئي من الخارج؟".
وختمت المصادر بالقول لـ"المستقبل" تعليقاً على المواقف الأخيرة لـ«حزب الله»: «يحاول الحزب من خلال العبث بالحديقة الخلفية للطائفة السنية في لبنان فرض شروط سياسية معينة» على عملية التأليف، لكنّ المصادر لفتت الانتباه في المقابل إلى أنّ "حزب الله يدور في حلقة مفرغة اسمها تعليق تشكيل الحكومة وهي حلقة لا تؤدي ولن تؤدي إلى أي نتيجة".
8 آذار: مطلب السنة محقّ
هذ السوداوية التي تُرافق الملّف الحكومي، تُقاربها مصادر سياسية في فريق 8 آذار عبر "الأخبار" بـ"إيجابية"، فعلى الأقلّ "على مستوى العلاقات السياسية بين القوى، الأمور ليست سلبية. ونحن أمام مشهد حكومي جاهز للاكتمال، بانتظار إيجاد القطعة الأخيرة المفقودة والموجودة في جيب رئاسة الجمهورية". تستند المصادر إلى وجود نيّة لدى الرئيس ميشال عون بإيجاد مخرج للأزمة من حصته، مع تأكيد أنّ حزب الله لا يزال مُتمسكاً بموقفه بأنّه يقبل بأي حلّ يوافق عليه النواب الستّة مُجتمعين. وتؤكد مصادر 8 آذار بأنّ هذا "المطلب مُحقّ، والتمسك به ليس بهدف إحراج الحريري لإخراجه كما يُحاول البعض الإشاعة". فأزمة اختطاف الحريري في 4 تشرين الثاني من العام الماضي، "تُعتبر نقطة فاصلة بتعامل حزب الله معه. الأخير جاهز للتعاون، ولا توجد مشكلة مع رئيس الحكومة". ولكن، يكون الحريري مُخطئاً في حال تفكيره "بابتزاز حزب الله عبر التهديد بالاعتذار. في حال اتخاذه هذا القرار، لن تكون آخر الدنيا، ولن يتمسك به أحد للبقاء. وسيكون هو الخسران، فلا نحن على أبواب الانتخابات من أجل تجييش الشارع، والحريري لم يعد رأس حربة سعودية في البلد، والوضع الإقليمي غير مؤاتٍ له، وهو غير مؤثر بموضوع العقوبات، والأهمّ أنّه بحاجة إلى السلطة من أجل مصالحه". تُعيد المصادر التشديد على أنّ "حزب الله لا يُريد استقالة الحريري، ولكنّه لن يسمح له أن يبتزه بها".

 
 

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى بري “المستاء” يلتزم الصمت ولا يساجل الراعي

معلومات الكاتب