أخبار عاجلة
سعر ربطة الخبز إلى ارتفاع في نيسان! -
مخالفات بالمئات أسبوعياً في الأسواق! -
“الحزب” ينعى عنصرين له -

عندما لا يتجاوز الإستقلال إحتفالية العرض العسكري

عندما لا يتجاوز الإستقلال إحتفالية العرض العسكري
عندما لا يتجاوز الإستقلال إحتفالية العرض العسكري
من المفارقة أنّ يتزامن العيد الخامس والسبعين لإستقلال لبنان مع أكثر الأزمنة تبعية وارتهانًا للخارج. تبعية أبطالُها "مستقلّون"، ولا يهم مستقلّون عن ماذا أو من، المهم أنّهم باستقلالهم هذا يعطّلون قيام المؤسسات، يرهنون من حيث يدرون أو يجهلون شعبًا بأكمله، لهيمنة محتلّين ومستعمرين وغزاة. أخطر ما باستعمارهم أنّهم من حيث هم وراء البحار والأقاليم  قادرون على التحكّم بمسار البلاد والعباد، من دون جيوش وأسلحة حربية وبوارج، لأنّ سلاحهم أشدّ فتكًا، سلاحهم تبعية من في الداخل لمصالح من في الخارج، وبإشارة واحدة من تلك العواصم البعيدة منها والقريبة ينقلب بعض من في الداخل على كلّه، فتتعطّل مؤسسات الوطن ونصبح بليلة وضحاها وطنًا محتلًا وشعبًا مقهورًا وساحًة لتبادل الرسائل .

قد يقول قائل أهذه هي فقط معضلة الوطن؟ هؤلاء من يسلبون لبنان السيادة؟ هؤلاء فقط، ومن يمثلون، المرتهنون والمعطّلون والمسبّبون لويلاتنا؟

قطعًا لا، ولكن هؤلاء من قدّموا أنفسهم نموذجًا عن مشهد الإرتهان عشية ذكرى الإستقلال، من دون أن يعني ذلك أنّ غيرهم غيرُ مرتهن لمصالح وحسابات إقليمية، وإن بنسب متفاوتة. هؤلاء ومن يمثّلون يشكّلون نموذجًا فاقعًا عن وطن ما عرف يومًا إستقلالًا وسيادًة وقرارًا حرّاً منذ ما بعد ذاك اليوم المجيد .

قد يكون للجغرافيا ذنب في مصادرة استقلالنا، وللتاريخ خطايا فيما نحن عليه، ولكنّ الذنب الأعظم والخطيئة الكبرى في ذواتنا التي تجلد ذواتنا مع كلّ استحقاق، ،تتخطى تاريخ وجغرافيا وطننا لتطعن قدسية العَلَم  بخناجر الوصايا الخارجية ...

ورغم السهام التي نمعن بتصويبها، لا زال وطن الـ 10452 كلم مربع مشرّعًا بات التوبة للضالين من أبنائه، علّهم يستقلّون في وطنيتهم ويستقيلون من أوطان الآخرين. عندها فقط تتخطى مشهدية الإحتفال باستقلال لبنان العرض العسكري والتهاني والتبريكات، وعندها فقط نردّ التحيّة لمستحقيّها من رجالات الإستقلال وصانعيه قبل خمسة وسبعين عاماً، وعندها فقط نستحقّ عروض جيشنا الباسل في ساحات النضال، تلك التي كرّسته جيشًا متفوقًا في محاربة إرهابٍ عجزت عن دحره أقوى جيوش العالم، عندها فقط نستحق نشيد الوطن، ونكون "كلُنا للوطن للعُلى للعلَم" فعلًا لا قولَا.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى “الحزب” ينعى عنصرين له

معلومات الكاتب