عندما تتحوّل الشاشات إلى حلبات مصارعة... خلاف الزعتري - الديك لن يكون الأخير!

عندما تتحوّل الشاشات إلى حلبات مصارعة... خلاف الزعتري - الديك لن يكون الأخير!
عندما تتحوّل الشاشات إلى حلبات مصارعة... خلاف الزعتري - الديك لن يكون الأخير!
بعيدًا عن تأييد هذا الطرف لما قاله الفنان السوري علي الديك، أو تعاطف طرف آخر مع الإعلامي سلام الزعتري، وبعيدًا أيضًا عمّا تضمنه كلام هذا وردّ ذاك، وبغض النظر عن الخلاف الظاهر، في السياسة، بين وجهتي نظر، هي على طرفي ضفتين متناقضتين، من حيث القناعة السياسية، أو من حيث الشكل في التعبير والكلام الجارح والبعيد عن المنطق.

فهذه الحادثة، التي حصلت منذ يومين، من على منبر برنامج "منا وجرّ"، هي واحدة من بين ملاسنات كثيرة حصلت، ومتوقع أن تحصل بين "متحاورين"، خصوصًا إذا كان البث مباشرًا وغير خاضع لأدبيات التخاطب السياسي، الذي يفترض، وفق ما هو متبع في المؤسسات الإعلامية التي تحترم حرية التعبير والمسؤولية الملقاة على المتحاورين أمام جمهور متنوع الإتجاهات والأفكار، أن يوقع المتحاورون على تعهد يقضي بعدم الإساءة إلى الطرف الآخرلا من قريب ولا من بعيد، وذلك من أجل أيصال كل منهم رأيه بحرية من دون أن يتعرّض للشتم أو السباب أو حتى الضرب.

وبعيدًا عن هذه الظاهرة الحضارية في إعداد أي برنامج سياسي يتناول مختلف المواضيع الحسّاسة والمثيرة للجدل، فإن الشاشات تحوّلت في فترة من الفترات إلى حلبات مصارعة، حيث أستخدم المتحاورون الكراسي والتراشق بالمياه، بعد فشلهم في تراشقهم الكلامي الذي غالبًا ما يؤدي إلى هرج ومرج، حيث يجد مقدم البرنامج نفسه بين "نارين"، وهو عاجز عن الفصل بين المتصارعين، وإن كانت هذه المشاهد تخدم فكرة "الرايتنغ" وكسب الجمهور، الذي يبدو أنه يعشق بالفطرة مثل هذا النوع من "الحوارات" الساخنة.

ولذلك نقول أن حادثة الزعتري – الديك ليست الأولى في المشهدية المباشرة، وقد شهدنا منذ فترة ليست ببعيدة حالة هرج ومرج في أستديوهات أحد البرامج السياسية المهمة، وكادت تتحول المدرجات، حيث يجلس الضيوف، إلى ساحات قتال بـ"السلاح الأبيض"، لأن لا هذا الطرف ولا ذاك الفريق مهيأ نفسيًا لتقبل رأي الآخر المختلف، وهذا يعود بأسبابه المباشرة وغير المباشرة، إلى ما يتعرض له الجمهور من عمليات حقن وتجييش من قبل الجهة التي يؤيد أفكارها ومشاريعها، وكذلك لن يكون الأخير، ما دام الجميع "واقفين على سلاحهم".

قد يقول البعض أن هذه المشهدية غير المألوفة قد تشكّل خطرًا على الشباب المعبأ، الذي يمكن إستخدامه، وعذرًا لهذا التعبير، من أجل غايات أخرى، فيما يرى البعض الآخر أن على المتحاورين أن يكونوا في مستوى الحوار وأدبياته، من دون أن نغفل دور معدّي البرامج في إختيار عينات من المجتمع لا تكون إستفزازية في طروحاتها وتستند في حوارها مع الآخرين على مبدأ يقول بإن الجميع متساوون في الخطأ ومتساوون في الصح، إذ لا يعقل أن يكون أي فريق على حق مئة في المئة فيما يكون الآخرون على خطأ مئة في المئة. والعكس صحيح.
ولا بد في هذا المجال من إستحضار قول الإمام علي بن أبي طالب حين قال: ما جادلت جاهلًا إلاّ وغلبني".

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى بري “المستاء” يلتزم الصمت ولا يساجل الراعي

معلومات الكاتب