أخبار عاجلة

موسكو ستعطي عون أكثر مما سيطلب... والسبب واضح

موسكو ستعطي عون أكثر مما سيطلب... والسبب واضح
موسكو ستعطي عون أكثر مما سيطلب... والسبب واضح
في أول زيارة له لروسيا، وهي بالغة الأهمية، حط رئيس الجمهورية في موسكو، يرافقه وفد غير فضفاض، وهي تأتي غداة زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لبيروت، وما تخللها من مواقف تصعيدية ضد "حزب الله"، قابلتها ردة فعل لبنانية، على المستوى الرسمي، أعتبرت أن الحزب هو مكّون أساسي من مكونات المجتمع اللبناني، وله قاعدته الشعبية الواسعة، وله حضور فاعل في مجلس النواب، ويتمثل في الحكومة يثلاثة وزراء، فضلًا عن الموقف الأميركي من مسألة النزوح السوري، الذي لم يتلاقَ، من حيث الأهداف والوسائل، مع النظرة اللبنانية الرسمية.

وعلى رغم التزامن غير المخطط له بين الزيارة الرئاسية لموسكو وزيارة بومبيو لبيروت، فإن "الصدفة قد تكون خير من ميعاد، إذ أن ما بين الزيارتين من تناقضات قد يجعل لبنان أكثر من ورقة مهمة في حسابات "الكبار".

وتقول مصادر تابعت التحضير لملف الزيارة الرئاسية لروسيا الإتحادية أن موسكو على إستعداد لإعطاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أكثر مما سيطلبه، وبالأخص في ما يتعلق بتسهيل عودة النازحين السوريين، ولو على مراحل، وإن كانت خجولة، وهي تحرص على أن تفضي الزيارة إلى نتائج ملموسة، حيث سيعود رئيس الجمهورية بوعود ملموسة، من شأنها أن تعزّز الثقة بين البلدين وتفتح المجال أمام تعاون مستقبلي واسع الأطر في مختلف المجالات، ولاسيما في مجال التعاون العسكري، وإن كان الأمر سابق لآوانه، وذلك نظرًا إلى أن موسكو تعتبر الساحة اللبنانية بمثابة الحديقة الخلفية لوجودها في سوريا.

وفي إعتقاد هذه المصادر أن الإنفتاح الروسي على لبنان في هذا الوقت بالذات جاء بعد جولة بومبيو على المنطقة، وزيارته الأولى للبنان، وهو يأتي كردّ غير مباشر على خلفية الصراع الروسي – الأميركي في المنطقة، من خلال ما تجمّع للروس من معطيات نتيجة وجودهم الفاعل في المنطقة وكنتيجة طبيعية لمفاعيل قمة سوتشي، والتي تسمح لموسكو بتمديد مساحة هذا الوجود، وصولًا إلى الساحة اللبنانية من خلال ملف النازحين.

وفي المعلومات الدبلوماسية أن الروس سيقترحون خطة مبرمجة لعودة النازحين إلى سوريا، تبدأ بإقامة تجمعات لهم في لبنان تكون بإشرافها المباشر قبل الإنتقال إلى المرحلة التالية، وبعد التأكد من أن عودتهم النهائية إلى الداخل السوري ستكون آمنًة مئة في المئة.

وبذلك تكون موسكو قد أرضت لبنان الذي يطالب بعدم الربط بين العودة والحل السياسي في سوريا من جهة، وبالتالي تكون قد أمنّت لها موطىء قدم في لبنان من جهة ثانية، كإمتداد طبيعي لوجودها في سوريا، وبذلك تكون على نقيض الموقف الأميركي من الأزمة التي تقض مضاجع اللبنانيين، وتجعل من النازحين، غصبًا عنهم، مزاحمين لأبناء البلد في حياتهم الإقتصادية والإجتماعية، ويأكلون معهم من الصحن نفسه، الذي لا يكاد ما فيه يكفي للجميع.

في المحصلة سيعود الرئيس عون من زيارته لموسكو بإنطباع يسمح بأن يدخل شعاع الأمل من طاقة، ولو ضيقة، إمكانية البدء بخطوة في مسيرة الألف ميل في عملية العودة الآمنة للنازحين، وهي أزمة معقدة إلى درجة تثبيط العزائم والإرادات، مع الإشارة إلى أن الزيارة الرئاسية لموسكو تدخل في إطار كسر حلقة التيئييس والقنوط والتسليم بأمر واقع مفروض على لبنان.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى بري “المستاء” يلتزم الصمت ولا يساجل الراعي

معلومات الكاتب