أخبار عاجلة
“2500 سجين سوري”… خوري: سيتم تسليمهم! -
جدول جديد لأسعار المحروقات -
ترقّب لطرح اسم إضافي في “لائحة الخيار الثالث” -

أهالي شهداء المرفأ غير مرحّب بهم في بعبدا: ممنوع السؤال

أهالي شهداء المرفأ غير مرحّب بهم في بعبدا: ممنوع السؤال
أهالي شهداء المرفأ غير مرحّب بهم في بعبدا: ممنوع السؤال

بعد أكثر من ثمانية أشهر على جريمة تفجير مرفأ بيروت، يوم 4 آب 2020، قرّرت دوائر قصر بعبدا استقبال وفد من أهالي شهداء فوج الإطفاء. فتم تحديد موعد للأهالي يوم الثلاثاء الواقع في 20 نيسان الحالي. إلا أنّ القصر الرئاسي عاد وتراجع، بحجة أنّ موقف الأهالي “لا ينسجم مع تطلّعات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون”، وأنه “لا يمكن توجيه أسئلة معيّنة إليه ولا مخاطبته بأسلوب غير لائق”. فحسب ما يقول وليام نون، شقيق الشهيد جو نون، طلبت دوائر القصر من اللجنة الاطلاع على نصّ الرسالة التي سيتم تلاوتها أمام الرئيس عون. فتمّ إرسال نسخة إليه “ليتصّل بعدها العميد ميلاد طنوس ويقول بلهجة شديدة أنه لا يمكن التقدّم بأسئلة مماثلة إلى الرئيس، “ممنوع حدا يحكي هيك مع الرئيس”. فأبلغ طنوس الأهالي أنّ الموعد تأجّل، أو فعلياً بات بحكم الملغى.

مسؤولية السلطة

في لبنان من لم يعتبر أنّ السلطة الحاكمة مسؤولة عن انفجار مرفأ بيروت، من خلال التغاضي عن وجود آلاف أطنان نيترات الأمونيوم وإهمال وجودها وسوء إدارة الملف، يكون بحكم من يهدر دم الضحايا الذين سقطوا. ومن لا يرى مسؤولية سياسية في هذا الملف، يكون أيضاً بحكم من يطمس الحقيقة. والرئيس ميشال عون، كما سائر الرؤساء الذين تعاقبوا على السلطة منذ لحظة دخول هذه المواد إلى بيروت، يتحمّل جزءاً من المسؤولية. وهو الأمر الذي أغضب دوائر القصر. كما أنّ جملة الأسئلة والمطالب التي يتقدّم بها الأهالي يبدو أنّ من في بعبدا يعارضونها بالمطلق، من تأسيس محكمة خاصة تعنى بملف تفجير المرفأ أو الاطلاع بشكل دوري على مستجدات التحقيق أو حتى الحصول على صور الأقمار الصناعية ليوم التفجير. فبعد 7 أشهر على بدء مناشدات أهالي الضحايا والشهداء، قرّر قصر بعبدا استقبال ذويهم، إلا أنّ حساباته لم تنسجم مع تطلّعاتهم من أجل الحقيقة والعدالة. فقصر بعبدأ، تهرّب منذ 4 آب إلى اليوم، من أسئلة أهالي الضحايا ومن اللبنانيين بشكل عام. فلا بد من العودة مجدداً إلى العبارات التي خطّت على جدار المرفأ: دولتي فعلت هذا!

بيان الأهالي

على أي حال، ما الكلام الذي لا يريد عون سماعه؟ ما اللغة التي لا يجوز بها مخاطبته؟

أدناه، الرسالة الكاملة التي كان يفترض أن يلقيها وفد لجنة أهالي شهداء فوج الإطفاء خلال اللقاء مع الرئيس ميشال عون، في 20 نيسان الجاري:

فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون

نحن أهالي وأشقاء شهداء فوج إطفاء بيروت في انفجار مرفأ بيروت بتاريخ 4 آب 2020 ‏نتوجه إلى فخامة الرئيس الذي يتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية في  تفجير مرفأ بيروت بالطرق ‏التي سنسردها في الرسالة التالية سائلين فخامتكم تحمل المسؤولية في ظل هذا التخبط بين ‏السياسيين والقضاء التي كان يفترض بكم تحملها قبل الإنفجار‎.‎

في التصريح الّذي تليتموه بعد أيام من الإنفجار، صرّحتم بعلمكم بوجود هذه المواد التي بحسب ‏القانون والتصنيف الدولي تعد مواد متفجرة شديدة الخطورة‎ .‎لذلك نطرح على جانبكم الأسئلة التالية:‏

‏1-‏ لماذا رئيس البلاد لم يحرك القوى العسكرية التي بحسب الدستور تتبع أوامره وتوجيهاته، ‏مع العلم أنّ رئيس البلاد جنرال مدفعية سابق بالجيش ما يؤكد مدى إدراكه بمثل هكذا ‏مواد؟

‏2-‏ لماذا لم يسأل رئيس البلاد الجيش الذي يؤتمر بتوجيهاته سبب ترك المتفجرات لمدّة ‏سبع سنوات في حرم المرفأ والتي بحسب الدستور وقانون الأسلحة والذخائر تلزم قيادة ‏الجيش حصرها بيده لاستعمالات حربية؟

‏3- لماذا رفض فخامتكم التحقيق الدولي الذي طالب به قسم كبير من أهالي الشهداء ‏والمتضررين وأبناء العاصمة الحبيبة بيروت. وذلك الرفض أتى في الوقت الذي تعلمون ‏ضعف أجهزتنا وقضائنا أمام ضخامة هكذا انفجار‎؟

‏4-‏ لماذا لم يصدر عن جانبكم أي موقف أو تصريح أو تأديب للوزراء والنواب والمعنيّين في ‏الملف الذين رفضوا المثول أمام المحقق العدلي حين إدعى عليهم كمتهمين؟

‏5-‏ لماذا لم يتواصل رئيس البلاد بالدول التي تملك أقمار اصطناعية لمطالبتها بصور جوية تسهل بنسبة كبيرة عمل القضاء اللّبناني‎؟

‏6- لماذا لم يوقّع رئيس البلاد مرسوم تنحية المدراء العامين المسؤولين عن المرفأ وبالأخص ‏مدير عام الجمارك بدري ضاهر، هل سبب حمايته انتماءه لتياركم السياسي؟

يهمنا أن نحيطكم علماً أن شهداءنا موظفون تابعون للدولة اللبنانية، هم كرّسوا حياتهم لخدمة ‏العاصمة وأهاليها لا ليغدر بهم بقنبلة نووية سمع دوي انفجارها في قبرص واليونان‎.‎

لذلك وبناءً لكل ما ورد ندعو فخامتكم إلى تحمل المسؤولية الموكلة إليكم التي لم تتحملوها قبل 4 آب ‏المشؤوم، وذلك بتأسيس وتشريع محكمة خاصة تعنى بملف تفجير المرفأ، ونطلب التواصل مع ‏رئيس مجلس القضاء الأعلى ومطالبته بمؤتمر أسبوعي يسرد من خلاله مستجدات التحقيق ‏للشعب اللبناني الذي يحكم بإسمهم لحين صدور القرار الظني‎. ‎

نطالب تواصل فخامة الرئيس مع الدول العظمى التي تمتلك صور الأقمار الاصطناعية لتسليمها ‏للقضاء‎. ‎

في الختام نحن أبناء هذه الدولة التي غدرت بأهلها، نحن في هذه القضية (إمّ الصبي) مصممون ‏على الوصول إلى حقيقة واضحة، صريحة، ومقنعة.‏

لقد قدمنا شهداء على مذبح الوطن بتاريخ 4 آب المشؤوم، وخسرنا أهلنا وإخوتنا وأولادنا، خسرنا ‏مستقبلنا وأملنا ببلد يحترم أبناءه، لقد خسرنا كل شيء ولم يعد لدينا ما نخسره إلا أرواحنا التي ‏نحن على استعداد تام للتضحية بها في سبيل هذه القضية والوصول إلى الحقيقة‎. ‎

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى بري “المستاء” يلتزم الصمت ولا يساجل الراعي

معلومات الكاتب