أخبار عاجلة
إسرائيل مستعدة لدراسة مقترح من “حماس” -
قرار قضائي جديد في قضية الطفلة صوفي مشلب -
بوشكيان: البترول والغاز موجودان في لبنان -

أبواب “القوات” مفتوحة: لجبهة سياديّة وإسقاط المنظومة كاملة

أبواب “القوات” مفتوحة: لجبهة سياديّة وإسقاط المنظومة كاملة
أبواب “القوات” مفتوحة: لجبهة سياديّة وإسقاط المنظومة كاملة

 

لا مفرّ من مواجهة العواصف السياسية العاتية مهما اشتدّت. في معراب، الأرضية محصنة والخطاب واضح ولا خشية من الريح أمام الأبواب المفتوحة لتوحيد صفوف قوى الخطّ السياديّ، وهو عنوان أساسيّ ترفعه “القوات اللبنانية” للمرحلة مؤكّدة على ضرورة بلورته اليوم قبل الغد. الطاولة المستديرة حاضرة لإعادة لمّ الشمل والتفاهم على مشروع سياسي متكامل، تريده “القوات” عصيّاً على أن تبعثر أوراقه أيّ رياح. ماذا عن عناوين هذا البرنامج ونقاطه الأساسيّة؟ وأي قدرة فعليّة على إعادة توحيد المحور رغم كلّ المحاولات السابقة التي لم تكتمل؟

في تفاصيل المقاربة التي تعبّر عنها مصادر بارزة في القوات اللبنانية” لـ”النهار، لا بدّ من التوصّل إلى تفاهم لبناني لمصلحة لبنان الدولة واللبنانيين بدلاً من الاستمرار في وضع غير طبيعي أوصل البلاد إلى الانهيار. ويترجم التفاهم من خلال عودة جبهويّة تلاقي التحوّلات الخارجية لما فيه الفائدة على المصلحة اللبنانية، كما حصل سنة 2005 انطلاقاً من توحيد الجهود في مواجهة فعل الانهيار القائم واختطاف لبنان من قبل “حزب الله”. وقد حان الوقت لاجتماع القوى السيادية لما فيه المصلحة اللبنانية من خلال التقاء الكتل الأربع المتمثّلة بـ”القوات اللبنانية” وتيار “المستقبل” والحزب التقدمي الاشتراكي والمجموعات السيادية التي تمثّل انتفاضة 17 تشرين، من أجل الاتفاق على مشروع سياسي موحّد، وإلا استمرار الوضع على ما هو عليه من انهيار متدحرج والغرق في مزيد من المراوحة في توقيت قاتل يُنذر بالانهيار الكليّ للبنان، فيما المطلوب الإنقاذ السريع قبل الوصول إلى الفوضى الشاملة.

وفي المؤشّرات الظاهرة على طاولة الخيارات السياسية، تلتمس مصادر “القوات” أن “المستقبل” والتقدمي ليسا على جهوزية للانضمام إلى جبهة سياديّة موحّدة، باعتبار أن الرئيس المكلّف سعد الحريري لا يزال يأمل في تشكيل حكومة والتوصّل إلى حلّ مع الفريق الآخر، فيما يتموضع التقدمي ما بين الخيارين. ومن هذا المنطلق، ترى “القوات” أنها وحدها اليوم رغم أبوابها المفتوحة ورؤيتها الواضحة لجهة عدم القبول بتغطية الفريق الحاكم بأيّ شكل ورفض المشاركة في الحكومة، وتأكيدها على أنّ بشائر الحلّ تبدأ من خلال إجراء انتخابات مبكرة التي تُعتبر المدخل السريع للتغيير وإسقاط مجلس نواب لم يعد يمثّل الشعب بعد الانتفاضة الشعبية غير المسبوقة التي ملأت ساحات لبنان.

وفي الشقّ المتعلّق بالمطالبة باستقالة رئيس الجمهورية، فإنّ رؤية “القوات” واضحة لناحية التأكيد على أنّ خطوة مماثلة تبقى من دون جدوى بمفردها، ولا يمكن أن تؤدي الهدف المرتجى في حال لم تأتِ ضمن قالب متكامل من خلال التركيز على إسقاط المنظومة مجتمعة لا الاكتفاء بفرع واحد فحسب، حيث يشكّل رئيس الجمهورية جزءاً منها. ويخطئ من يخال أن استقالة رئيس الجمهورية كافية لوحدها. وإذا كان هناك من يريد وضع قواعد المواجهة على أنها مسيحية – مسيحية، إلا أن المواجهة وطنية حيث المشكلة متجذّرة مع منظومة حاكمة متكاملة.

وتضيء مصادر “القوات” على المصالحة الخليجية التي ساهمت في إعادة ترتيب البيت الداخلي ونجحت في توحيد القرار العربي بشكل واضح، عبر الدخول في مشروع سياسي متكامل من ضمن المواجهة مع إيران، التي تحوّلت للمرّة الأولى من الفعل إلى موقع ردّة الفعل في ظلّ وحدة موقف عربيّ. ومن هذا المنطلق، تؤكّد “القوات” مجدّداً على ضرورة تلقّف القوى السيادية اللبنانية المنحى الذي تطوّر من خلاله المشهد في المنطقة وأن تعمل على تحضير نفسها للمرحلة المقبلة من خلال جبهة سياديّة حان وقتها. وتذكّر بضرورة استعادة حقبة 14 آذار التي ساهمت في خروج الجيش السوري من لبنان والانتقال مجدّداً من فكرة “قرنة شهوان” إلى 14 آذار للتحرّر من هيمنة “حزب الله” على القرار.

في المحصّلة، العلاقة ليست سلبيّة بين “القوات” و”المستقبل” وفق التأكيد “القواتي”، لكن لا حرارة تواصل دافئة هذه الأيام لمواجهة العواصف السياسية، علماً أن التواصل الفعلي سيحصل في حال استجدّ جديد على صعيد تقريب وجهات النظر وتكوين الجبهة السيادية.

ماذا في الأجواء المتوافرة حول موقف تيار “المستقبل” من إمكان الاتجاه إلى تعزيز التقارب والتعاون مع القوى التي تمثّل الخطّ السياديّ وتبني المشروع الموحّد في المرحلة المقبلة؟ تنطلق أوساط قيادية مواكبة في “التيار الأزرق” عبر “النهار” من التعبير عن جمود في الملف الحكوميّ وغياب أي مؤشّر إيجابي لناحية اقتراب انقشاع الدخان الأبيض في القريب العاجل، ما يمكن أن يعيد خلط الأوراق في مقاربة الوضع اللبناني والمسار الذي يمكن سلوكه في حال استعصاء تشكيل حكومة إنقاذ متخصّصة، لتقول إنّ نتائج المشهد الوزاري والقدرة على استيلاد الحكومة من عدمها ستكتب عناوين تحرّك الرئيس سعد الحريري السياسي الذي لا يزال يعمل في الوقت الحالي على تدوير الزوايا، واتّجاهه هنا لا يسلك حتى الآن طريق الدخول في جبهة سياسية. ولا يمنع ذلك الترحيب الذي تبديه قيادات بارزة في “المستقبل” بأي خطوة تعيد توحيد الخطّ السياديّ، خصوصاً في حال بقيت العرقلة الحكومية على حالها مع إشارتها إلى ضرورة شبك أيديهم سوياً والجلوس معاً لبحث جميع العناوين السياسية بما فيها تلك التي تعتبر محلّ تباين بين المكوّنات التي تتشارك الرؤية السياديّة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الجميّل استقبل فرونتسكا: يستكملون شل مؤسسات الدولة
التالى بري “المستاء” يلتزم الصمت ولا يساجل الراعي

معلومات الكاتب