هكذا انتشر كورونا في أوروبا.. مباراة ومنتجع تزلج

يستمر فيروس كورونا بالانتشار في أوروبا، حيث حصد حياة ما لا يقل عن 26 ألف شخص في غضون أقل من شهرين، وهي نسبة تشكل 75% من مجموع الوفيات بالوباء في العالم، بينما تخطى عدد الإصابات الـ413 ألفا في أنحاء القارة الأوروبية.

وتُرجع عدة مصادر أوروبية تفشي الوباء في القارة العجوز إلى سببين أساسيين، مباراة كرة قدم جرت في منتصف فبراير/شباط الماضي في إيطاليا وجمعت فريقا محليا بآخر إسباني، وهما البلدان الأكثر تضرراً بالفيروس في أوروبا، وإلى منتجع تزلج نمساوي انتشر منه الفيروس إلى بلدان شمال القارة.

من مباراة برغامو وفالنسيا من مباراة برغامو وفالنسيا
مباراة "الكارثة" لإسبانيا وإيطاليا

وجمعت إحدى مباريات بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم نادي "أتالانتا برغامو" الإيطالي بنادي "فالنسيا" الإسباني، في 19 فبراير/شباط الماضي في ملعب سان سيرو بمدينة ميلانو الإيطالية.

وجرت هذه المباراة بينما كان فيروس كورونا يتفشى في الصين وعموم آسيا، وكانت قد سجلت حالات محدودة منه في أوروبا.

وأرجعت القناة الإخبارية الفرنسية "آل. سي. إي" سبب تفشي كورونا في إيطاليا وإسبانيا إلى هذه المباراة، التي فاز فيها النادي الإيطالي بـ4 أهداف لواحد، شارحةً أن كل هدف لحقه أحضان بين المشجعين الذين يقفون على بعد سنتمترات من بعضهم بعضا.

مشجعو برغامو في المدرجات مشجعو برغامو في المدرجات

من جهته، شرح موقع "أوست فرانس" الإخباري الفرنسي، أن المباراة شاهدها من داخل مدرجات ملعب "سان سيرو" 45 ألفا و792 مشجعا، بينهم عشرات الآلاف من مشجعي نادي مدينة "برغامو" الذين انتقلوا إلى ميلانو بالقطار أو السيارات لمشاهدة المباراة الأهم بتاريخ ناديهم. كما انتقل هؤلاء مع مشجعي "فالنسيا" إلى الملعب بالمترو.

ومع انتهاء المباراة، انتشر مشجعو الناديين في أنحاء ميلانو، حسب قناة "إل. سي. إي".

مشجعو برغامو مشجعو برغامو
مشجعو برغامو مشجعو برغامو

وفي 19 فبراير/شباط، كانت مخاطر كورونا بعيدة عن إيطاليا، حيث كان يتركز تفشي الفيروس في آسيا، لكن بعدها بيومين سُجِّلت أول وفاة بالفيروس في أوروبا، وتحديداً في منطقة بادوفا الإيطالية. وبعدها بأيام، أعلن صحافي إسباني، غطى المباراة الشهيرة من ميلانو، إصابته بالفيروس، حسب ما ذكر به موقع "أوست فرانس".

وأضاف الموقع أن السلطات الإسبانية أعلنت في بداية مارس/آذار أن رجلا كان قد توفي في 13 فبراير/شباط قرب منطقة فالنسيا كان مصاباً بكورونا، ما يعني أن الفيروس كان منتشراً في هذه المنطقة الإسبانية قبل المباراة مع نادي "برغامو".

لاعبو برغامو يحيّون المشجعين لاعبو برغامو يحيّون المشجعين

وابتداءً من 4 مارس/آذار، أي 15 يوماً بعد المباراة، تصاعد عدد الإصابات بكورونا في مدينة برغامو، فباتت من أكثر المدن الإيطالية الموبوءة.

وبحسب ما نقله الموقع الفرنسي عن ممثل منظمة الصحة العالمية في إيطاليا والتر ريكياردي، كانت مباراة برغامو وفالنسيا "عامل سرّع تفشي الفيروس".

وكذلك في إسبانيا، تسببت هذه المباراة بتفشي الفيروس، حيث أعلن نادي فالنسيا في 16 مارس/آذار الحالي أن 35% من أعضاء فريقه الأول (من لاعبين وتقنيين) مصابون بكورونا، بينما تعتبر منطقة فالنسيا من الأكثر تضرراً بالوباء في إسبانيا.

لاعبو فالنسيا الذين خسروا المباراة لاعبو فالنسيا الذين خسروا المباراة
منتجع تزلج نمساوي.. مصدر التفشي بشمال أوروبا

بالإضافة لمباراة برغامو وفالنسيا، أرجعت قناة "إل. سي. إي" تفشي فيروس كورونا في أوروبا إلى منتجع تزلج في النمسا.

وبلّغت عدة دول أوروبية، منها النرويج وأيسلندا والدنمارك وألمانيا، السلطات في فيينا، أنها سجلت إصابات بفيروس كورونا لمواطنين عائدين من رحلة تزلج في منتج "إيشغل" النمساوي.

منتج منتج "إيشغل" للتزلج في النمسا

وتبيّن لاحقاً أن نادلا في أحد مطاعم المنتجع كان مصاباً بالفيروس، وقد انتقل كورونا منه لـ16 شخصاً، من زبائن وزملاء عمل، عبر قناتين: صفارة ولعبة.

ويستخدم العاملون في هذه الحانة الصفارة لتسهيل مرورهم بين الطاولات في المكان المكتظ، ويتناقلون الصفارات بين بعضهم من دون تعقيم تلقائي لها، حسب ما أوضحت قناة "إل. سي. ايه"، مما ساعد بانتشار الفيروس.

المطعم حيث كان يعمل النادل الذي نشر الفيروس في النمسا المطعم حيث كان يعمل النادل الذي نشر الفيروس في النمسا

كذلك، تسببت إحدى الألعاب التي تجري بين مرتادي المطعم المذكور والتي يتم فيها رمي كرة بلاستيكية صغيرة في كاسات الشراب، بانتشار الفيروس بين الحاضرين.

ورفضت السلطات النمساوية في بداية الأمر إغلاق المنتجع السياحي، مما ساهم بتفشي الفيروس، إلا أنها عادت وأقفلته وفتحت تحقيقاً لتحديد المسؤوليات، خاصةً أن العديد من الإصابات بكورونا في النمسا متصلة بمنتجع "إيشغل".

من جهتها، اعتبرت قناة "فرانس 24" أن منتجع "ايشغل" بات إحدى بؤر تفشي كورونا في أوروبا، ناقلةً عن افتتاحية إحدى أشهر الصحف النمساوية قولها: إن "الجشع انتصر على مسؤولية الحرص على صحة السكان والسياح".

من جهته، ذكر موقع "سي. إن. إن" أن القرية التي يسكنها على مدار العام 1600 شخص فقط بينما تستقبل 500 ألف سائح سنوياً، كانت تعج قبل أسابيع فقط برجال أعمال من السويد والنرويج والدنمارك وألمانيا. وعاد كل هؤلاء إلى بلادهم بعدما أغلق المنتجع في 13 مارس/آذار.

يذكر أن النمسا سجلت 108 حالات وفاة وأكثر من 9000 إصابة بفيروس كورونا، بينما وصل عدد الوفيات الناجمة عن "كوفيد 19" في إسبانيا إلى 7340 من أصل أكثر من 85 ألف مصاب في هذا البلد. أما إيطاليا فشهدت 11591 حالة وفاة بكورونا.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى