رئيس أميركي من إنجازاته نشر ثقافة المعكرونة والآيس كريم

يصنَّف الرئيس الأميركي توماس جيفرسون (Thomas Jefferson) كواحد من أكثر الشخصيات تأثيرا في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، حيث لعب الأخير دورا هاما خلال فترة الاستقلال، فدَوّن التاريخ اسمه ضمن قائمة الآباء المؤسسين، وأثناء توليه لمنصب الرئيس الأميركي الثالث ما بين عامي 1801 و1809، أبرم توماس جيفرسون اتفاقية شراء أراضي لويزيانا الفرنسية مع نابليون بونابرت، والتي تضاعفت على إثرها مساحة الولايات المتحدة الأميركية مقابل مبلغ مالي قدّر بنحو 15 مليون دولار.

في هذه الأثناء، لم يقتصر تأثير توماس جيفرسون على الجانب السياسي فقط، فبفضل السنوات التي قضاها في أوروبا تمكّن هذا الأب المؤسس من إدخال تعديلات هامة على المطبخ الأميركي، مضيفا إليه العديد من الوصفات.

في حدود منتصف القرن الثامن عشر، تميّز المطبخ الأميركي بتأثره الشديد بالعادات الغذائية الإنجليزية، حيث تناول أغلب الأميركيين اللحم المطبوخ والخضار المسلوقة والخبز، والكحول المستخرجة عادة من التفاح، إضافة إلى نبيذ ماديرا البرتغالية. سنة 1784 وبعد مُضي عامين فقط على وفاة زوجته، حصل توماس جيفرسون على رتبة وزير مفوّض وأرسل من قبل الكونغرس نحو باريس ليشغل منصب السفير الأميركي بفرنسا، وأثناء فترة وجوده بأوروبا، زار جيفرسون مناطق عديدة بجنوبي فرنسا وشمال إيطاليا، واستغل الفرصة للتمتع بأطباق جديدة.

نابليون بونابرت

أبدى توماس جيفرسون إعجابه الشديد بهذه الأطعمة الجديدة، التي تذوّقها بأوروبا، ولهذا السبب أوكل السفير الأميركي لعدد من كبار الطبّاخين مهمة تعليم عبده جيمس همينجز (James Hemings) كيفية إعداد هذه الأطباق، وبفضل مهاراته، أتقن هذا العبد الأفريقي الأميركي الطبخ، ليتحوّل خلال فترة وجيزة للطباخ الرسمي بإقامة توماس جيفرسون بالشانزليزيه، أيضا؛ استغل السفير الأميركي الحديقة الكبيرة الموجودة بإقامته، لزراعة الذرة وغراسة بعض أشجار الفواكه، واتجه لمبادلة ثمارها بثمار أخرى من حدائق جيرانه.

وخلال جولته بين المدن الفرنسية والإيطالية، دوّن توماس جيفرسون في كتاباته كثيرا، حول تقنيات وآلات الفلاحة، وأواني الطبخ، وآلة الماكاروني المخصصة لتحضير حبّات المعكرونة، والتي نقل منها جيفرسون نسخة لإقامته مونتسيلو (Monticello) بشارلوتسفيل بفرجينيا.

أيضا، تعلّق توماس جيفرسون بالمثلجات أثناء فترة إقامته بباريس، وكانت نكهته المفضلة الفانيليا الفرنسية، وقد تعلّم السفير الأميركي كيفية إعدادها بنفسه، ودوّن طريقة تحضيرها، ونقلها نحو وطنه، لتصنّف بذلك وصفته، كأول وصفة مثلجات مكتوبة في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية.

خريطة المناطق التي تخلت عنها فرنسا ضمن صفقة بيع لويزيانا

وعقب عودته لوطنه الأم سنة 1789، نقل جيفرسون معه وصفات طعام عديدة، وبذورا ونباتات أوروبية غير متوفرة بالولايات المتحدة الأميركية، وأكثر من 600 زجاجة من النبيذ، ليتحول بذلك إلى أحد أكبر خبراء ومتذوقي النبيذ بأميركا، وعلى الرغم من فشله في زراعة العديد من النباتات والأشجار المستوردة بحديقته، احتوى مطبخ توماس جيفرسون على عدد كبير من الفواكه والخضراوات، وهو ما ساعده على مواصلة التمتع بالأطباق الفرنسية والإيطالية. ولتحسين جودة التربة بفرجينيا التي عانى فلاحوها من مشاكل التصحّر، طوّر توماس جيفرسون، اعتمادا على خبرته بفرنسا، محراثا قادرا على الغوص لمسافة أعمق من المحراث الخشبي العادي.

أثناء فترته الرئاسية ما بين عامي 1801 و1809، قدّم جيفرسون لضيوفه الأطباق الأوروبية، التي اعتمدت بالأساس على المعكرونة والجبن، ليساهم بذلك في الترويج لمثل هذه الأكلات، التي انتشرت بشكل سريع، لتنافس المطبخ الإنجليزي بالولايات المتحدة الأميركية.

وصفة مثلجات مكتوبة بخط يد توماس جيفرسون
عدد من الآباء المؤسسين بالولايات المتحدة الأميركية

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى