أخبار عاجلة
آخر التطورات الميدانية في جنوب لبنان -
الحل بعودة النازحين -
انقلاب سيارة على طريق المنصورية -

لمقاومة الوباء.. "العربية.نت" تستكشف أسرار "الفينغ شوي"

تحت سقف وأربعة جدران، تكمن طاقة لا مرئية تولدها كل قطعة أثاث، يتفاعل معها الدماغ إما إيجاباً فتبث ارتياحاً وسلاماً، أو سلباً تبعث بإشارات توتر تشوش الذهن، وتقلب المزاج رأساً على عقب، ذلك هو "الفينغ شوي" Feng Shui أي علم الطاقة الغامض المستوحى من صوت الرياح بكونها "يوغا استرخاء"، وصوت الماء بوصفة "واحة هدوء".

فأن تسكن بيتاً بدفء أثاث فاخر، فذلك لا يعدو سبباً مهماً في رفاهيتك، فهنالك بيوت لا تتعدى غرفة نوم وصالة معيشة، تكون ملهمة برونق الترتيب وبساطة القطع الموزعة بعناية، برغم رخص ثمنها، تغنيك تماماً عن فخامة الفلل المكتظة بالتحف والحداثة والمقتنيات باهظة التكلفة، والقصور التي لا تتفاعل مع كوامنك الداخلية، ولا تتناغم مع برمجة دماغك، وتبخل عليك بقليل من سكينة وراحة بال.

مادة اعلانية

طاقة إيجابية عمرها 500 عام

وفي إفاداتهم لـ"العرببة.نت"، يؤكد مصممو ديكور مختصون في "الفينغ شوي" أنه ليس فلسفة ولا ديناً ولا نمط حياة، فقد تكون ربة المنزل تتمتع بذائقة فطرية تطبق عناصر الطاقة الإيجابية في منزلها دون أن تدري أنها تصمم ديكوراً ينتمي لروح ثقافة صينية عمرها 500 عام.

وعلى الرغم من أنه علم له أصوله وأبجدياته إلا أن هنالك ديكورات بسيطة وعفوية في منازل أشخاص عاديين، تبعث هالة من الدفء والتناغم، معتبرين أن صناعة الديكور تشبه طهي الطعام له نفس ونكهة مثلما الديكور له هالة وطاقة، تبث بهجة وإشراقة على المكان.

بيئة منزلية صحية وهدوء بلا مؤثرات

وفي زمن الوباء، يزداد الارتباط بالمنزل باعتباره أصبح ملاذاً للصحة، فقد فرضت الجائحة على كثيرين تحصين أنفسهم بالبقاء ساعات أطول داخل بيئتهم المنزلية، مثل كبار السن والمصابين بالفيروس والأشخاص ضعفاء المناعة، أو ممن يعانون أمراضاً مزمنة.

ويكون هؤلاء بأمس الحاجة إلى أجواء مريحة، والتعرض لعناصر أثاث تنعش حواسّهم، وتوفر لهم مناخاً ملهماً ومحبباً.

وترى عزة إبراهيم، مصممة ديكور داخلي، أن ديكور أي منزل يعكس سعادة ساكنيه، ويساعد على تناغم وانسجام أفراده مع بعضهم عبر ما يبثه من مشاعر إيجابية. فالطاقة بحسبها تبدأ من المدخل، فهي ترسم علامات الارتياح من عدمه على وجوه الضيوف وتبدو الانطباع الأول أكثر وضوحاً على الممر.

لذلك ينبغي أن يكون المدخل مشرقاً بإضاءة طبيعية، ومعزولاً عن أية فوضى أو كراكيب مع ضرورة التأكد من عدم انبعاث أي روائح من خزانة الأحذية، بما يفسد المشاعر ويزعج النفس.

وأضافت: "ينبغي ضرورة تبديد الزحام كونه يقتل دفء المنظر، وبدلاً منه صناعة هدوء مريح بلا مؤثرات، وإضفاء ملطفات جو بالبخار توقظ سكون الأشياء وتؤجج طاقتها لتملأ أرجاء المكان تماماً مثل انتشار العطر بلا ضجيج".

5 عناصر للاتزان الروحي

وأشارت عزة إلى أن "الفينغ شوي" بات يمثل ضرورة حياتية في زمن الوباء، انطلاقاً من حاجة ملحة بالمكوث فترات أطول في المنزل سواء للعمل عن بُعد، أو لتوجه مجتمعي برعاية الأهل المسنين، أو للاحتماء من الإصابة بالفيروس.

ولفتت إلى أن الديكور الإيجابي لا يخلو من عناصر الطبيعة الخمسة "الماء، ويتجسد بالنوافير وأحواض الأسماك الملونة. والنار، من خلال فتح نوافذ التهوية إفساحاً للضوء والشمس لتمرير أشعتها. والأرض بترك مساحات فارغة لتسريب طاقتها الفاعلة، وعدم تغطيتها بالموكيت والسجاجيد. والمعدن من خلال أدوات الزينة والتحف النحاسية. والخشب بكونه مصدر الطاقة ويتجلى بالطاولات الخشبية الدائرية وغرف النوم والسفرة والمقاعد. فتلك العناصر كفيلة بمنح شعور مثالي بالاتزان الروحي".

أعشاش الطاقة السلبية

وبحسب متخصصين في الديكور فإن من الأخطاء التصميمية في تهيئة أجواء المنزل، والتي يقع فيها كثيرون هي الأشكال الحادة مثل الطاولات أو الأسرّة والأرائك المحدبة التي تمتص الشحنات السلبية وتعيد تسريبها وتشتيتها في المكان، إلى جانب طلاء الجدران بألوان فاقعة ترفع مؤشر التوتر، وتهيج الانتباه، وتربك الحواس.

فضلاً عن إهمال ديكورات الحمام وعدم وجود منافذ للتهوية مما يزيد من الرطوبة التي توصف بأنها عش الطاقة السلبية، إلى جانب فوضى الأثاث المكدس المزعج للعين، وعدم تخفيف ثقل المكان من الأشياء الزائدة عن حاجته، وإغفال تجديد أدوات الزينة المغبرة التي تخنق الزوايا وتمنعها من التنفس.

زينة الحوت

زينة الحوت

الاخضرار وسلامة المزاج.. اليقظة وحب الذات

ولفتت زينة الحوت، مصممة ديكور داخلي، إلى أهمية تنظيف الأسطح والرفوف، وشراء النباتات الطبيعية وتعزيز الإضاءة الهادئة التي تعطي بهجة روحية، وإخلاء غرفة النوم من كل الأجهزة الكهربائية كونها تحمل شحنات مضرّة تؤثر على الدماغ، وسلامة المزاج، مع الاهتمام بنشر الاخضرار في أرجاء المنزل باعتباره لون السكينة والاسترخاء.

وحول التأثيرات التي يعكسها "الفينغ شوي" بالنسبة لساكني المنزل، خاصة في كنف كورونا، قالت زينة إن الجميع بلا شك يعيشون خلال الوباء صراعات ومتغيرات حياتية، نكون فيها بحاجة إلى البقاء بالداخل، وقد يؤثر ذلك على توازننا الداخلي الذي ينعكس على تعزيز مناعتنا.

وأضافت:"يمكن أن يساعد "الفينغ شوي" الشخص أن يكون أكثر يقظة بما يحيط به أثناء وجوده في المنزل، بما يمكن أن يعزز تركيزه على حب الذات.

مرايا لتوليد الطاقة ونصائح لديكور صحي

وتكمن عناصر الطاقة الإيجابية للمكان، في رأي زينة، في نشر النباتات في غرف النوم، بالأخص المزهرة الوردية التي تعزز الرومانسية، ويمكن لخصائص المياه مثل النوافير أن تزيد من مستويات الطاقة الإيجابية.

وأيضاً يساهم استخدام المرايا لتخطيطات "الفينغ شوي" الفعّالة، في توليد طاقة إيجابية ملهمة.

وتقدم زينة الحوت، خطة لديكور منزلي صحي، تتوافر فيه عناصر الديكور المثالي، وفق "الفينغ شوي"، ويمكن أن يستفيد منها المرضى أو كبار السن أو المحظورون في منازلهم بسبب الوباء، وهي:

1-يجب استخدام رأس سرير صلب ويجب وضعه بمحاذاة الحائط
2- يجب ألا تواجه الأرائك والأسرة وكراسي المكتب الأبواب أبدًا
3- حافظ على التوازن بين العملية والجماليات في الاعتبار في جميع الأوقات
4- لا ينبغي وضع الأعمال الفنية الكبيرة فوق أي منطقة يستلقي فيها الناس للاسترخاء لأنها يمكن أن تسبب مشاعر القلق وعدم الارتياح
5- الأشكال الطبيعية هي المفتاح لمبادئ تصميم "الفنغ شوي" ، لذلك لا ينبغي أن يكون هناك أي حواف حادة على أي أثاث
6- يجب أن تنقل أي قطع فنية تظهر داخل المقصورة ردود فعل إيجابية ومهدئة، ويجب تجنب الصور التي تستحضر مشاعر الحزن أو الألم بأي ثمن

كما أوردت زينة نصائح ملهمة في إعادة ترتيب أجواء المنزل لإضافة الطاقة والإيجابية فيما يلي:

*فكر في دمج العناصر الطبيعية في مساحاتك، مثل الخشب والفراش العضوي والمنسوجات القطنية والمفروشات الجلدية.
*تجنب جعل كل شيء متماثلًا، إذ يؤدي وضع كل أثاثك على الجدران إلى توليد طاقة سلبية ومناطق ميتة في غرفة المعيشة.

*ابق بعيداً عن الحواف الحادة، واستبدل الأثاث ذي الزاوية الصلبة بخطوط ناعمة وأشكال منحنية. فتبدو الزوايا الدائرية أقل صرامة، فتجعل الغرفة بشكل غريزي تشعرك بالنعومة والود والترحيب.

*لا تفرط في الإكسسوار، فيمكن للتصميمات الداخلية البسيطة أن تزيد من تدفق الطاقة الإيجابية.

*حاول تقليل متعلقاتك بأفضل ما يمكنك من خلال الاحتفاظ فقط بما تشعر أنه عملي أو جميل بشكل خاص.
تصاميم تحارب الاكتئاب.. فن الترتيب وأناقة التنظيم

من جانبها، اعتبرت قمر المصطفى، مهندسة مختصة في التصميم الداخلي و"الفينغ شوي" أن إعادة تصميم المكان وفقا لـ"الفنغ شوي" تتم عن طريق ترتيب العناصر في مكانها الصحيح وإزالة العناصر الخاطئة لتوجيه تدفق الطاقة الإيجابية ورفع مستواها.

وأشارت إلى أن التخلص من الطاقة السلبية هو ما يحتاجه الناس في الوقت الحالي للتخلص من حالات الاكتئاب الشديد أو تدهور الصحة النفسية بشكل كبير نتيجة بقاء الكثيرين في منازلهم لفترات أطول في زمن الوباء.

وأوضحت أن "فلسفة هذا العلم ترتكز على فن الترتيب وأناقة التنظيم، مع تخطيط المكان ومراعاة تحرير مساحات لإعادة توزيع عناصر الطاقة من نوافير مائية ونباتات وأنوار هادئة بما يوفر أجواء منعشة للاسترخاء وتجديد حيوية الجسم، تنعكس على تحقيق واحة صحية، وإفساح المجال أمام عناصر الطبيعة الضوء والشمس والهواء للدخول عبر نوافذ وفق تخطيط مدروس لضمان الاستفادة منها، منوهة بضرورة التخلص من قطع الأثاث التي تسبب اختناقاً للمكان".

المصممة قمر المصطفى

المصممة قمر المصطفى

قواعد مهمة لتخطيط الأثاث

ولفتت قمر إلى أن المنزل الصحي هو الذي يحقق التوازن بين الإنسان والبيئة المحيطة، ويستخدم هذا العلم في التصميم الداخلي عن طريق انتقاء شكل الأثاث وترتيبه في شكل محدد وفق اتجاهات خارطة "الفينغ شوي"، مع مراعاة انتقاء شكل ونوع ولون الإكسسوارات المنزلية، وألوان الطلاء في كل منطقة، مشيرة إلى أن هناك بعض القواعد في التصميم الداخلي، وفقا لعلم "الفينغ شوي":

1. يفضل استخدام قطع الأثاث ذات الحواف الدائرية والمنحنية والابتعاد عن الحواف الحادة.
2. استخدام النباتات الخضراء في غرف النوم كونها تزيد الطاقة الايجابية وتبعث على الراحة.
3. الابتعاد عن وضع الأسّره بجانب الحائط مباشرة في غرف النوم.
4. الابتعاد عن وضع أي قطعة أثاث أمام الأبواب، فيجب أن تكون حركة فتح الباب دائماً 90 درجة وليس أقل حتى تسمح بتدفق الطاقة الايجابية بالمكان.
5. الابتعاد عن وضع أسّره منخفضة جداً في غرف النوم لأنها تسبب انخفاض الطاقة والاكتئاب.
6. عدم التخزين أسفل الأسّرة وذلك للسماح بتدفق الهواء في كل مكان أثناء النوم، في حال وجود مساحة صغيرة والاضطرار إلى التخزين ينصح بتخزين الشراشف والوسائد فقط.
7. عدم وضع العناصر المرتبطة بالطاقة النشطة مثل الأحذية والكتب في أماكن الراحة والاسترخاء مثل غرف النوم.
8. عدم استخدام إكسسوارات كاللوحات والتحف التي تحتوي على موضوعات حزينة أو كئيبة لأنها تزيد تدفق الطاقة السلبية.
9. الاهتمام بمدخل المكان واستخدام عنصر الخشب مع الألوان الترابية حتى تزيد من تدفق الطاقة الإيجابية.
10. استخدام كراسي ذات ألوان كالأسود والأزرق الغامق في المكاتب أثناء الدراسة أو العمل يزيد من الإنتاجية والتركيز.
11. الابتعاد عن تعليق الأعمال الفنية الكبيرة الحجم مباشرة فوق أثاث يستخدم للاسترخاء لأنها تسبب القلق وعدم الارتياح.
12. استخدام عنصر الماء كالنوافير حتى لو كانت صغيرة الحجم تزيد من تدفق الطاقة الإيجابية.
13. استخدام عنصر النار كطلاء اللون الأحمر في أماكن العمل والدراسة يزيد من تدفق طاقة النشاط والإنتاجية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى