تحت عنوان شاكر الأنباري... عن فيروز والرئيس، كتب موقع "المدن": لم يلتق رئيس فرنسا بأي من المسؤولين اللبنانيين وسياسييه، لا رئيس الجمهورية ولا النواب ولا الوزراء، نزل في المطار والتقى بروتوكولياً بعون ثم يمم وجهه صوب أيقونة السحر الإلهي. صعد بدءاً إلى روح لبنان الحقيقية الخالدة. صعد إلى فيروز في دارتها. نعم إنها فيروز الساحرة. نسمعها دائماً، في الصباح والمساء، في الشتاء والصيف، نسمعها ونحن حزانى، ونسمعها ونحن سعداء.
فرنسا لن تلتقي السياسي المنتفخ بالهواء الطائفي، ولا زعيم الغيتو الأدرد المتربع فوق صدر لبنان منذ الطفولة، ولن تلتقي بسمسار الحروب بوجهه الكالح، ولا قائد الجيش المهزوم منذ عقود، فرنسا تعرف روح لبنان جيداً. إنها فيروز التي لم يسألها أحد ذات يوم عن لبنانها الذي تحلم به. سمعنا فيروز ونحن في أوج المراهقة في بغداد، وكانت نمطاً جديداً قادماً إلينا من مدرجات بعلبك، وجبل صنّين، وصخرة الروشة، يشتت قليلاً رتابة الغناء العراقي وحزنه. تعودنا على سماعها في صباحات هادئة، ونحن نلملم أنفسنا للذهاب إلى الجامعة أو إلى العمل، وكانت تصعد بنا إلى عوالم المثل، والصور، والخيالات، والطفولة. سمعناها لاحقا حين كبرنا وبدأ الشيب يغزو عوارضنا، وإذا بها تتجدد على مر الزمن.
كلما تأصلت تجربة الفرد في هذه الحياة، وازدادت حكمته، كلما لامست فيروز روحه بعمق أكبر، وهذا يعود إلى الصدق الفني، والبراعة الموسيقية، ونمط الكلمات المختارة لكل أغنية. أحياناً تفهم الرسالة الفنية بشكل أعمق حين يلم المرء بالفضاء الذى أنتجها، وهذا ما هي عليه أغاني فيروز وصورتها وإيحاءاتها، حين يزور المرء لبنان، ويتعرف على جباله، وسهوله، وبحره، وأصوات ناسه في الضيع والمدن الصغيرة التي تلامس الغيوم. هنا يستطيع الإنسان أن يشعر بالمدى الذى تبلغه حنجرة فيروز، ويتلمس هموم البشر ورغباتهم وهيامهم وبحثهم عن الحب، وتمجيد العمل، وقراءة الدموع في عيون الفتيات وهن يعبرن فضاءات الحروب الأهلية إلى عتمة المتاهة. ولا ينفصل كل ذلك عن تواشج فيروز مع الهم العام للشعوب العربية. ولعل أغنية عروس المدائن، وتقصد القدس الفلسطينية، خير مثال على ذلك.
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا.