أخبار عاجلة
7 جرحى بحادث سير -
وزير الصناعة: لا خلاف شخصيا مع جدعون -
بالصّور- أبٌ يرمي أولاده! -
حبيب: منح قروض لترميم منازل ذوي الإعاقة -
بالصور: انطلاق قوافل العودة الطوعية للنازحين -
المفاوضات مع هوكشتاين قطعت شوطًا كبيرًا -
بلدات جنوبية تحت القصف -

لماذا 8 ضد الثورة و14 معها؟

لماذا 8 ضد الثورة و14 معها؟
لماذا 8 ضد الثورة و14 معها؟

تحت عنوان لماذا 8 ضد الثورة و14 معها؟، كتب شارل أيوب في "الجمهورية": يجب التأكيد بدايةً انّ ثورة 17 تشرين الأول هي ثورة اجتماعية معيشية لا علاقة لها بالترسيمات السياسية بين 8 و14 آذار وغيرهما. ولكن، السؤال البديهي الذي يُطرح بفعل ما أظهرته الوقائع مع اندلاع الثورة: لماذا 8 ضد الثورة و14 معها؟

نجحت ثورة 17 تشرين الأول في توحيد المجتمع اللبناني وتجاوز الحواجز التي نشأت بفعل الانقسام السياسي العمودي بين 8 و14 آذار، ولذلك التعميم خطأ ولا يجوز، بمعنى ان ليس كل من هو 8 آذار ضد الثورة، وليس كل من هو 14 آذار مع الثورة، لأنّ الوجع مشترك بين جميع اللبنانيين وداخل كل البيئات. وما لم تتمكن السياسة من إنجازه نجح الفقر في تحقيقه لجهة توحيد اللبنانيين وإعادة الاعتبار للولاء اللبناني.

وأسوأ ما يمكن أن يضرب مجتمعاً أو وطناً معيّناً هو الفقر. ولكن، الإيجابية الوحيدة ربما للانهيار المالي والاقتصادي انّها أيقظت لدى اللبنانيين الشعور بضرورة قيام دولة، بعدما لمسوا لمس اليد أنّ الشبه دولة ليست فقط عاجزة عن مكافحة الفساد، إنما دفعت بأوضاعهم إلى الحضيض وأوصلتهم إلى الفقر والعوز، ولم يسبق ان عرف لبنان أساسًا أوضاعاً مماثلة في عزّ الحرب اللبنانية، وقد وصلوا إلى قناعة انّه لا يمكن تحقيق الازدهار والملفات البديهية من كهرباء وماء وطرقات وخدمات وإدارة نظيفة وشفافة وقضاء عادل وغيرها، في ظلّ قوى سياسية أولويتها مصالحها على حساب الدولة والناس.

وعندما رفعت 14 آذار شعار «العبور إلى الدولة» كان الطابع الأساس لهذا الشعار سيادياً لناحية الصراع مع سلاح «حزب الله»، وما يرفعه الناس اليوم هو الشعار نفسه، ولكن بطابع معيشي واجتماعي، والنتيجة واحدة في نهاية المطاف، لإنّه عندما يقوى الانتماء للدولة تضعف تلقائيًا الانتماءات الأخرى، وعندما يتعزز وضع المواطن يرفض تحت أي عنوان ضرب الميزات التفاضلية التي يحصل عليها.

ولولا تراجع حدّة الانقسام السياسي في السنوات الأخيرة، وتقدّم الأولوية الإصلاحية والمعيشية، لما ولدت ثورة 17 تشرين الأول. ولكن العنوان السياسي لم يتراجع إلّا بعد ان أثبتت الوقائع استحالة انتصار مشروع على الآخر. ومن إيجابيات وحسنات هذا التراجع انه برّد الرؤوس الحامية وعطّل مفعول التخدير السياسي، الأمر الذي جعل المواطن يعي مصالحه وأولوياته ويحوِّل كل تركيزه واهتمامه باتجاه أوضاعه المعيشية.

كما انّ هذا الوضع الاجتماعي المستجد أسقط الغشاوة التي كانت تحول دون رؤية الأوضاع على ما هي عليه، وتحديداً لناحية أنّ الخلاف السياسي لا يعني تشريع السرقة والفساد والمحاصصة.

فما عجزت السياسة عن تحقيقه بدأ يتحقق اجتماعيًا، وبوساطة 8 أو 14 آذار يستحيل عليها ان تعبر المناطق اللبنانية والحواجز النفسية، فيما بوسطة 17 تشرين الأول أو "بوسطة الثورة" نجحت على رغم كل التشويش الذي رافقها في عبور هذه المناطق من الشمال إلى الجنوب، وهذا دليل على انّ وجع الناس وقهرها أقوى من أي شيء آخر.

ولكن ما سبب الانطباع انّ 8 آذار ضد الثورة و 14 آذار مع الثورة على رغم انّ شريحة واسعة من بيئة «حزب الله» مؤيّدة للثورة؟ وفي الإجابة يمكن التوقف أمام أربعة أسباب - انطباعات أساسية:

السبب الأول، إنّ قيام الدولة الفعلية يستدعي تحقيق العدالة والمساواة بين المواطنين، فيما يتعذّر تحقيقهما في ظل وجود طرف مسلّح يستقوي بسلاحه على الدولة وعلى الآخرين ويعرِّض الوطن لحروب لا شأن للبنانيين بها.

السبب الثاني، لأنّه يستحيل مكافحة الفساد في منظومة مسلّحة، فلا قضاء مستقل ولا أجهزة رقابية قادرة على القيام بمهماتها. وأفضل توصيف لهذا الواقع ما قاله أخيراً أحد نواب 8 آذار عن معادلة غير معلنة تسيِّر الدولة تحت شعار "لا تقربوا من فسادنا لا نقرب من سلاحكم"، إذ يستحيل على طرف سياسي لديه مصلحة وغرضية ان يكافح الفساد، بمعنى انّ أولوية "حزب الله" تكمن في الحفاظ على سلاحه، وبالتالي لن يجازف بخسارة من يغطي هذا السلاح بمعركة يخوضها ضد الفساد.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى ترجيح الخيار الرئاسي الثالث يتصدر جدول أعمال “الخماسية”

معلومات الكاتب