ما نقلته المصادر يشير صراحة الى وجود صراع خفي بين "الصهرين" ولكن "مش هون"، وذلك يعني أنه غير مرتبط بشكل مباشر بملف العسكريين، حيث أن القاصي والداني يعلمان جيدا بأن ثمة "حزازيات" بين الطرفين جاءت نتيجة خيار تسليم الوزير جبران باسيل رئاسة "الوطني الحر" والذي اصطدم بطموحات النائب شامل روكز بتولّي القيادة وذلك لعدة اعتبارات لديه أهمها انه المغوار الوافد من المؤسسة العسكرية بتاريخ حافل بالنجاحات من خلال موقعه السابق كعميد في الجيش اللبناني وقائد لفوج المغاوير.
روكز الذي رفض الانضواء تحت راية التيار "الوطني الحر" واختار أن يشكّل حالة مستقلّة أدّت الى انقسام بين "العونيين" وزادت من حدة التوتّر الذي نشأ بينه وبين باسيل حتى وصل الخلاف الى ذروته في انتخابات 2018 النيابية بحيث تناقلت أوساط سياسية آنذاك بأن باسيل سعى في ذلك الحين الى قطع طريق كسروان على روكز الذي نال نسبة كبيرة من الأصوات من خارج البلوك الحزبي، ما وصفه البعض بمحاولة تحجيمه من داخل البيت الواحد.
لعلّ مشكلة الوزير جبران باسيل مع النائب شامل روكز تنحصر في تمرّد الأخير على بعض مواقف رئيس التيار، الأمر الذي يجاهر به سعادة النائب بلا حذر أمام الوفود والضيوف والمقربين ويتكشّف أيضاً من خلال أدائه في المجلس النيابي الذي يتخذ مسارا مختلفاً عن خطّ باسيل ويبدو أقرب الى دعم تحرّكات المجتمع المدني، الأمر الذي لا يخفيه في خطاباته او تغريداته التي يحرص دوماً من خلالها على "التنقير" على الطبقة السياسية الحاكمة والتي يُعتبر الوزير باسيل احد أهم أعمدتها في هذه المرحلة.
انها خطوة الألف الميل قبل الوصول الى ساحة المعركة الفعلية، وما يحصل اليوم بين الطرفين ليس سوى مناكفات نتيجة اختلافات بوجهات النظر على العديد من الملفات الداخلية، وأبرزها اليوم ملف العسكريين المتقاعدين. فهل تنفجر "القلوب المليانة" بين الصهرين قبل أوانها؟ أم يصل صدى ما أسماه "بيك الجبل" بالمهزلة الى مسامع الرئيس ميشال عون "فيحسم الأمر"؟