حقيقة بالغة الخطورة لم يجاهر بها سوى الفاتيكان.. مَن هو الأكثر خُبْثاً بملف النازحين؟

حقيقة بالغة الخطورة لم يجاهر بها سوى الفاتيكان.. مَن هو الأكثر خُبْثاً بملف النازحين؟
حقيقة بالغة الخطورة لم يجاهر بها سوى الفاتيكان.. مَن هو الأكثر خُبْثاً بملف النازحين؟
تحت عنوان مَن هو الأكثر خُبْثاً في ملف النازحين؟، كتب طوني عيسى في "الجمهورية": يقول وزيرٌ سابق واكب عن كثب ملف النازحين السوريين، في فترات معينة، إنّ هناك قوى دولية وإقليمية تعارض إعادة هؤلاء إلى بلادهم، ما دامت خرائط النفوذ هناك غير واضحة. وعلى رغم من أنّ هذه القوى تتنازع في سوريا، فإنّ لها مصلحة مشتركة في تأخير العودة. ولذلك، قد يقوم الجانب اللبناني بجهود لتحقيق خروق في الملف، من خلال فتح خطوط مع حكومة الرئيس بشّار الأسد. ولكن، هل يمكن توقّع نتائج قبل أن ينضج الحلّ الحقيقي؟

تبلَّغ لبنان الرسمي حتى اليوم عدداً لا يُحصى من الرسائل المباشرة وغير المباشرة، عبر الأقنية الديبلوماسية، من عواصم دولية وإقليمية ومنظمات دولية معنية، أنّ الأولوية حالياً هي لتطبيع إقامة النازحين السوريين في المناطق التي ينتشرون فيها وليس لعودتهم إلى بلدهم، لأنّ هذه العودة ليست آمنة حتى إشعار آخر.

أكثر الذين جاهروا بهذه الحقيقة، نتيجة معلومات توافرت لديه، هو الفاتيكان. إذ أبلغ وزير خارجيته بول ريتشارد غالغر الى الوفد اللبناني الذي زاره في الخريف الفائت، أنّ المجتمع الدولي بكامله يرفض عودة النازحين قبل الوصول إلى المرحلة الانتقالية هناك، وهي ستتأخّر. وأنّ واشنطن تتبنّى هذا الاتجاه، ولذلك إنّ المتابعة المُجْدِية للملف لا تكون إلاّ معها.

وفي الموازاة من الجانب السوري، يقول غالغر، يرغب الأسد في أن يكون رئيساً على عدد سكان أدنى من العدد الأساسي. (النازحون نحو 12 مليوناً، مناصفة تقريباً بين الداخل والخارج، أي أكثر من نصف عدد السكان الأصليين، وهو 23 مليوناً).

هذه الشهادة البالغة الخطورة لم يجاهر بها سوى الفاتيكان، لأنّ لا مصلحة له في المناورة وتغطية الأمور كسواه. وعلى العكس، هو أراد تنبيه اللبنانيين إلى مخاطر ملف النازحين على الكيان اللبناني الصغير والمترنِّح تحت تأثير العواصف الإقليمية.

ولكن ما يثير استغراب بعض الأوساط هو الآتي: إذا كان الأوروبيون يعيشون هاجس تدفُّق المهاجرين غير الشرعيين، عبر المتوسط، فلماذا يريدون إبقاء النازحين السوريين في لبنان حيث يسهل عليهم الانتقال بحراً إلى أوروبا، بدلاً من إرجاعهم إلى بلدهم وضمان ابتعادهم أكثر عن بوابة المتوسط؟

البعض يبرِّر الموقف الأوروبي بالقول، إنّ النازحين، إذا عادوا إلى بلدهم في ظروف اقتصادية وأمنية ونفسية سيئة، فإنّهم سيضطرون إلى مغادرة سوريا مجدداً، والهرب إلى أوروبا عبر تركيا أو سواها. ولذلك، يفضّل الأوروبيون تثبيت هؤلاء حيث هم اليوم في مناطق نزوحهم وتأمين أفضل ظروف العيش لهم لكي يستقرّوا ولا يغادروا.

المطلعون لا يقتنعون كثيراً بهذه الذريعة، ويقولون إنّ الموقف الدولي عموماً تجاه النازحين يتميَّز بالخُبث. وهم يعتقدون أنّ الأوروبيين يلتزمون الاتجاه الذي تدعمه الولايات المتحدة، والقاضي بتأجيل عودة النازحين إلى حين تبلور التسوية السياسية.

ولكن، في الموازاة، هذا الموقف يلتزمه الأسد أيضاً، من زاوية مصالحه، عندما يقول إنّه مستعدّ لتسهيل عودة النازحين، لكن هناك حاجة ماسّة إلى تمويل ضخم غير متوافر وإعادة إعمار للمناطق المهدّمة.

ترجمة موقف الأسد أن لا عودة في المدى المنظور. فالتمويل وإعادة الإعمار لا يتحقَّقان إلا بتسوية سياسية شاملة تغطيها القوى الدولية والإقليمية. وعلى الأرجح، لن يتمّ تمويل العودة إلاّ عن طريق أثرياء العرب.

لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى ترجيح الخيار الرئاسي الثالث يتصدر جدول أعمال “الخماسية”

معلومات الكاتب