عشاء 'غسل قلوب' بين الحريري وجنبلاط... اتفاق على الأمور 'التكتيكية' وتنسيق في 'اليومية'

عشاء 'غسل قلوب' بين الحريري وجنبلاط... اتفاق على الأمور 'التكتيكية' وتنسيق في 'اليومية'
عشاء 'غسل قلوب' بين الحريري وجنبلاط... اتفاق على الأمور 'التكتيكية' وتنسيق في 'اليومية'

شكّل اللقاء ومأدبة العشاء التي جمعت أمس الرئيس سعد الحريري، مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، محطة بارزة عقب الخلاف الذي استجد بين الرجلين في المرحلة السابقة، ما استدعى تدخل أكثر من وسيط لضبط الوضع واعادة المياه الى مجاريها.

التقى الرئيس الحريري، مساء في "بيت الوسط" رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، يرافقه الوزيران أكرم شهيب ووائل أبو فاعور، في حضور النائب السابق غطاس خوري.


اكتفى مصدر قريب من "الاشتراكي" بوصف العشاء، عبر "اللواء"، بأنه جرى في جوّ ودي، وهو بمثابة إعلان ان العلاقة بين الرئيس الحريري والنائب جنبلاط عادت إلى السكة الصحيحة. وتخلل اللقاء الذي وصف بأنه "لقاء مصالحة ومصارحة" عرض لآخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة، بحسب ما أفاد المكتب الإعلامي للرئيس الحريري الذي أقام مأدبة عشاء على شرف جنبلاط للمناسبة.

ووفقا لمعلومات "الديار" فإن جلسة "غسيل القلوب" التي مهد لها المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا وتابع تفاصيلها سفير المملكة الوليد البخاري، اعادت "الحرارة" الى العلاقة بين الرجلين لكنها لن تلغ "هواجس" جنبلاط ازاء اداء الحريري، المطالب باستعادة "هيبة" اتفاق الطائف، وهو مطلب تلح عليه الرياض ايضا، كما عليه اثبات عدم وجود صفقات معدة سلفا بينه وبين رئيس التيار الوطني الحر خصوصا في ملف الكهرباء..

تفاهم على السياسات العامة
وأشارت مصادر الحزب الاشتراكي بان اللقاء هو لقاء مصارحة متبادلة حول طبيعة المرحلة الماضية وما تخللها من التباسات، لكن المهم هو العودة الى الثوابت السياسية والقواسم المشتركة والتاريخية بين الرجلين، والاتفاق على معالجة اي خلافات في المستقبل بهدوء وعبر قنوات الحوار المفتوحة والتي لم تنقطع يوما، حيث استمر الوزير وائل ابو فاعور فاعلا على خط كليمنصو-بيت الوسط، وهذه القناة ستتعزز في الايام المقبلة، والتفاهم تام على الخطوط العامة اما باقي تفاصيل الملفات وخصوصا ما يرتبط بالكهرباء والشؤون الاقتصادية فستعالج على القطعة، ووفقا لقناعات كل طرف ونظرته لكيفية معالجتها... واضاف المصدر ان الحزب سيعترض على أي خلل يصيب المال العام والثروة الوطنية كما جرى في دير عمار ومصفاة طرابلس... ويستعد وزيرا الحزب التقدمي الاشتراكي في الحكومة لإثارة ملف تلزيم منشآت خزانات نفط مصفاة طرابلس للشركة الروسية وتلزيم معمل دير عمار في الجلسات المقبلة في الحكومة، ولن تقطع الامور بدون مساءلة.

وقالت مصادر سياسية لـ"اللواء" ان مصالحة الحريري - جنبلاط ستتم على قاعدة ان الملفات اليومية، ومنها الكهرباء يمكن ان تكون مدار نقاش ومقاربات مختلفة، الا ان هذه التفاصيل "التكتيكية" يجب الا تحول الحلفاء إلى أعداء، إذ ان التحديات كثيرة، حيث يحاول فريق سياسي جر البلاد إلى التطبيع مع النظام السوري بينما تطمح إيران إلى اختراق الساحة اللبنانية عبر اغراءات.

ولم تشأ المصادر الرد على سؤال "اللواء" حول ما إذا كان الرجلان تطرقا إلى ما دار في جلسة مجلس الوزراء الأولى في القصر الجمهوري أمس، الاّ ان مصادر "الديار" أكدت أن كلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حضر في اللقاء، وسط ارتياب رئيس الحزب التقدمي مما حصل خصوصا بعد منع وزراءه في الحكومة من الكلام، معتبرا ان الامر غير مبشر وثمة عملية فرض لمسألة شديدة الحساسية، مستغربا صمت رئيس الحكومة الذي لم يبد ارتياحا لم حصل، دون ان يستطرد في التعليق.

الحريري: لا طعنات في الظهر
في المقابل تشير اوساط "المستقبل" لـ"الديار" الى ان العلاقة مع الوزير جنبلاط تبقى من الثوابت لدى الرئيس الحريري الذي اراد شرح ما جرى عشية تشكيل الحكومة، مؤكدا انه لم يكن في وارد طعن احد في ظهره خلال عملية التشكيل، لكنه في اللحظات الاخيرة فوجىء بمطالب رئيس الجمهورية ميشال عون فيما خص وزارتي شؤون المهجرين والنازحين ولم يكن امامه سوى القبول بما عرض عليه من اسماء والا لكانت الازمة الحكومية امتدت الى يومنا هذا، وذهبت عملية التشكيل الى اجل غير مسمى.

أبعد من المصالحة
ووفقا لاوساط مطلعة، فان الرياض تلاقي واشنطن في توحيد الحلفاء في بيروت لمواجهة الدخول الايراني على الخط من باب الاستثمارات، وهي تسعى لرص الصفوف في مواجهة التطبيع مع النظام السوري مجددا، ولهذا كان لا بد من من اتمام المصالحة في هذا التوقيت في محاولة لاعادة تزخيم الخط السيادي..

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى ترجيح الخيار الرئاسي الثالث يتصدر جدول أعمال “الخماسية”

معلومات الكاتب