في أحسن الأحوال يأتي تسريب فريق الرئيس سعد الحريري عن إستدعائه لوزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب في إطار إخراج نفسه من موقع القول بأنه ساهم في تغطية الغريب سياسياً، وفي أسوأ الأحوال يكون الإستدعاء حقيقياً، وسيكون تالياً مقدمة لإشتباك سياسي كبير بين فريقين في الحكومة.
مصادر مطلعة تؤكد ما قاله الغريب خلال إطلالاته الإعلامية بأنه توجه للقاء الحريري بعد لقاء الرئيس ميشال عون من أجل وضعهما في أجواء الزيارة، وتالياً فالحريري إذا لم يكن موافقاً على الزيارة فهو يأخذ موقع الحيادي غير المعني، ولن يكون في موقع المواجهة في هذا الشأن.
لكن الأهم من كل هذا هو التغطية السياسية الكبيرة التي يتمتع بها الغريب من قبل الرئيس عون وفريقه السياسي، إذ أكدت أوساط في "التيار الوطني الحرّ" أن زيارة الغريب إلى سوريا جاءت بتنسيق مع تكتل "لبنان القوي" ورئيس الجمهورية وكان لرئيس الحكومة علم بها، وهو ما تنفيه مصادر السرايا الحكومي.
وأشارت المصادر أن الحريري في وضع محرج للغاية خصوصاً أنه لم يجد المراعاة التي وعده فيها "التيار الوطني الحرّ"، أي أن يتم حلّ القضايا الخلافية من دون إظهار الحريري بموقع المنكسر.
ورأت المصادر أن لاءات واشنطن السياسية في لبنان ثلاثة، وهي "لا" لإعادة العلاقات السياسية وتطبيعها مع سوريا، "لا" لعودة النازحين السوريين قبل الحلّ السياسي في دمشق،و"لا" للمشاركة اللبنانية في إعادة إعمار سوريا.
ومن هنا تؤكد المصادر أن زيارة الغريب قد كسرت "لا" إعادة النازحين، و"لا" تطبيع العلاقات مع سوريا.
وإعتبرت المصادر أن رفض رئيس "التيار الوطني الحرّ" لهذه اللاءات بعد لقائه ديفد هيل في زيارته الأخيرة للبنان، لم تعني حينها لواشنطن أن باسيل يستطيع السير بمفرده بإتجاه تنفيذ هذه الشروط فهو محكومة بعلاقته الإستراتيجية مع رئيس الحكومة سعد الحريري وتالياً فإن حطوات التطبيع مع الشام أو إعادة النازحين ستكون مرتبطة ومحكومة بشكل كامل بالتوازنات الحكومية، مما يفرض مماطلة "لبنانية" معهودة، لكن ذلك لم يحصل.
ولفتت المصادر أن رسالة السفيرة الأميركية في لبنان التي وجهتها إلى الحريري عند لقائه أمس، تظهر عدم رضى واشنطن على سلوك الحكومة اللبنانية، لذلك فهي ستضغط من أجل إعادة التوازن السياسي إلى مجلس الوزراء.
