على الرغم من الهدوء النسبي الذي خيم خلال الساعات الماضية على العلاقات المتوترة بين اليونان وتركيا، برزت اليوم الثلاثاء إلى السطح تصريحات قد تصب الزيت على النار مجددا.
فقد اتهم نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي، الرئيسة اليونانية كاترينا ساكيلاروبولو، بالقيام بأعمال استعراضية خلال زيارتها إلى جزيرة "ميس" التي تبعد نحو كيلومترين عن الأراضي التركية، داعيا إلى وقفها، وتشجيع الحوار.
وانتقد بشدة وصف ساكيلاروبولو تركيا بأنها دولة "احتلال" في قبرص، مؤكدا أن تلك "البقعة الجغرافية (قبرص) ظلت أراضٍ تركية على مدى 307 أعوام، حسب تعبيره.
كما ذكّر بالفتوحات التركية، قائلاً إن السلطان سليم خان الثاني فتح قبرص عام 1571".
هدوء نسبي
أتى هذا التصعيد الكلامي، بعد استعداد لاستئناف الحوار بين البلدين، إذ أعلن المتحدث باسم الحكومة اليونانية أمس الاثنين أن بلاده بصدد استئناف محادثات مع تركيا بشأن المناطق البحرية، بعد أن سحبت أنقرة هذا الشهر سفينة للتنقيب عن النفط والغاز من منطقة متنازع عليها في البحر المتوسط في خطوة لقيت ترحيبا من أثينا. وقال بيتساس للصحفيين "نحن على وشك استئناف المحادثات الاستكشافية لكن مدى قرب حدوث ذلك يعتمد على كلا الطرفين، اليونان وتركيا".
كما أضاف أن أنقرة أبدت أيضا رغبة في استئناف المحادثات.
وتشترك الجارتان في عضوية حلف شمال الأطلسي، وهما على خلاف شديد بشأن نطاق سيادة كل منهما في البحر وحقوق التنقيب عن الطاقة في شرق المتوسط بناء على وجهات نظر متعارضة بخصوص امتداد الجرف القاري لكل منهما.
كما أن اليونان وحليفتها الوثيقة قبرص، وكلتاهما من أعضاء الاتحاد الأوروبي، على خلاف مع تركيا يتعلق بمطالبات متداخلة بالسيادة على مناطق يعتقد أنها غنية بالغاز الطبيعي.
وكانت تركيا أثارت غضب اليونان الشهر الماضي عندما أرسلت سفينة التنقيب أوروتش رئيس إلى المنطقة.
يذكر أنه من المتوقع أن يقيّم زعماء الاتحاد الأوروبي الوضع خلال قمة تعقد يومي 24 و25 من سبتمبر ، لكن الدول الأعضاء منقسمة حول كيفية المضي قدماً في هذا الملف.
