أخبار عاجلة

آثار سوريا المنهوبة للواجهة.. وفصائل تركيا تتدرب بمعبد

تعود قضية الآثار السورية المنهوبة إلى الواجهة مجدداً مع تلميحات مسؤولين غربيين بإخفاء تنظيم "داعش" الكثير من القطع الأثرية إبان سيطرته على مساحات جغرافية كبيرة في سوريا والعراق قبل سنوات. وقد أبدى منسق شؤون مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي، جيل دو كيرشوف، قبل أيام من باريس، اقتناعه بأن عدداً كبيراً من هذه القطع لا تزال مخبأة في المنطقة بانتظار بيعها لاحقاً.

من جهته، لفت مصدر رفيع المستوى في "مديرية الآثار والمتاحف"، التابعة للإدارة الذاتية لشمال سوريا وشرقها، إلى أن "معظم الآثار السورية في المناطق الشرقية من البلاد والتي سيطر عليها داعش في وقت سابق، تم نهبها بشكل شبه كامل".

وقال لـ"العربية.نت" إنه "بحسب المعلومات المتوافرة لدينا فهناك كميات من الآثار التي نهبها التنظيم قد وصلت إلى تركيا، بينما هناك كميات أخرى من المرجح أن يكون قد أخفاها مقربون من التنظيم داخل الأراضي السورية في أماكن مجهولة".

من تدمر عام 2016
تهريب إلى تركيا

وتوجه حكومة النظام اتهامات لأنقرة بتهريب الآثار السورية ونقلها إلى الأراضي التركية. وطالبت "المديرية العامة للآثار والمتاحف" في دمشق، المنظمات والهيئات الدولية المهتمة بالتراث بـ"وضع حد" لما وصفته بـ"العدوان التركي الجائر على المواقع الأثرية بريف حلب".

وبحسب تقديرات حكومة النظام، فإن "عشرات آلاف التحف الأثرية تم تهريبها من سوريا إلى تركيا وتم بيعها هناك".

وفي هذا الصدد، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن الفصائل الموالية لأنقرة "أطلقت يد منقبي الآثار في مدينة عفرين مقابل مبالغ مالية ضخمة".

فصائل مسلحة موالية لتركيا شمال سوريا (أرشيفية)
تدريبات لفصائل تركيا

كما ذكر المرصد في تقريره أن "قطعاً أثرية تم العثور عليها في موقع النبي هوري الأثري، وأن عمال التنقيب استخدموا آليات حفر وأجهزة متطورة للكشف عن أماكنها".

وفي حين كشف المرصد عن أن "المنقبين عثروا على لوحات فسيفسائية تم تهريبها إلى تركيا بتسهيلات من الفصائل الموالية لها عبر تجار"، قالت منظمة حقوقية سورية إن "الفصائل المدعومة من أنقرة تتلقى تدريبات بالذخيرة الحية في معبد يعود للعصر الحديدي".

من إدلب عام 2016

إلى ذلك، وصفت منظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة" في تقرير صادر عنها، هذا الأمر بـ"مثال آخر للاستخفاف التركي السافر مع حلفائها بالتراث الثقافي المحلي لعفرين".

ومنذ سيطرة الجيش التركي على مدينة عفرين رفقة مسلحين موالين له منتصف آذار/مارس 2018، تعرضت مواقع أثرية في المدينة للنهب بعد تجريفها.

"هيئة تحرير الشام" والتراخيص

ولم تسلم الآثار السورية من السلب والنهب خلال الحرب التي تشهدها البلاد منذ سنوات.

كما لا يختلف حال المواقع الأثرية في عفرين وبقية المناطق التي وقعت تحت سيطرة "داعش" قبل قضاء قوات "سوريا الديمقراطية" عليه بدعم من الولايات المتحدة، عن بقية المناطق السورية الأخرى، فقد منحت "هيئة تحرير الشام" (النصرة سابقاً) تراخيص لمنقبي الآثار في المناطق الخاضعة لسيطرتها في أرياف إدلب وحماة، وتم نهب آثارها بشكلٍ كلي.

إلى ذلك لم تتوقف "التجارة" بالآثار في سوريا لدى هذا الحد، فقد سبق وأن تم عرض بعض القطع الأثرية المنهوبة من البلاد للبيع عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي كتويتر وفيسبوك. وكتب فوق صور بعضها "للبيع والتسليم في تركيا"، بينما كتب على بعضها الآخر "للبيع والتسليم في برلين"، وذلك بالرغم من صدور قرارين من مجلس الأمن الدولي لمنع الاتجار بالآثار السورية والعراقية، على حد سواء.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أوكرانيا تلاحق الصحفيين لإخفاء الحقائق