تفاقم الأزمة الاقتصادية.. وعدد المنتحرين الأتراك بتزايد

تفاقم الأزمة الاقتصادية.. وعدد المنتحرين الأتراك بتزايد
تفاقم الأزمة الاقتصادية.. وعدد المنتحرين الأتراك بتزايد

تكاد تتحول حالات الانتحار في تركيا إلى ظاهرة مع تزايد أعداد الأشخاص الّذين يقدمون على إنهاء حياتهم بطرقٍ شتى في مناطق عدة من البلاد. فمنذ الثامن من الشهر الجاري أقدم 4 أتراكٍ على الانتحار اعتراضاً على ظروفهم المعيشية الصعبة، وفق ما أوردت وسائل إعلامٍ تركية.

ورأى بروفيسور تركي متخصص بالعلوم الاقتصادية أن "السبب الرئيسي لحالات الانتحار في تركيا يعود للأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد في الوقت الحالي".

وقال يالتشن قره تبه، البروفيسور المحاضر لمادة المالية في كلية العلوم السياسية بجامعة أنقرة في مقابلة مع "العربية.نت" إن "بعض حالات الانتحار هذه وصلت في بعض الأحيان لانتحار الأسرة بأكملها بشكلٍ جماعي".

انتحار جماعي

وأضاف أن "أفراد أسرة مكونة من أربعة أشخاص لقوا حتفهم بطريقةٍ مأساوية للغاية قبل بضعة أشهر، فقد سمم الزوج زوجته مع طفليهما الصغيرين وماتوا جميعاً لأن الأب، وهو معيل تلك الأسرة لم يتمكن من سداد ديونٍ كانت قد تراكمت عليه، لذا أنهى حياته مع عائلته".

وتابع قره تبه أن "الكثير من الناس فقدوا وظائفهم نتيجة الأزمة الاقتصادية في تركيا، وهناك اليوم ما يزيد عن 7 ملايين شخص عاطلين عن العمل ومنْ عثر منهم على وظائف جديدة لا يتلقى مردودا ماديا يكفي لتأمين كافة نفقات معيشتهم".

وأكد أن "البيانات المصرفية الحديثة في البلاد تُظهر أن الناس يقترضون من البنوك بوتيرة عالية للغاية، ويستخدمون تلك الأموال في تأمين احتياجاتهم الأساسية بعد أن فقدوا الأمل في الحصول على زيادةٍ في الدخل".

تفشي البطالة

وأشار البروفسور إلى أن "منح القروض لا يخلق فرص عمل جديدة للسكان، بل يزيد من ديونهم"، منتقداً سياسة الحكومة التركية حيال الأزمة الاقتصادية الراهنة.

وتابع في هذا الصدد قائلاً إن "الحكومة تضغط على الأسواق وتستخدم موارد البنك المركزي للحفاظ على سعر صرف الليرة التركية أمام العملات الأجنبية، لكن هذا الأمر ليس من شأنه أن يخلق فرص عمل في نهاية المطاف".

وشدد على أن "المشكلة الأكبر في تركيا تكمن في البطالة"، لافتاً إلى أن "الكثير من الناس من دون وظائف وليس لديهم أي دخل، بحيث تتراكم عليهم الديون ولا يتمكنون من تسديدها لاحقاً".

واستذكر البروفيسور التركي، الطالب الجامعي الّذي انتحر قبل أيام في اسطنبول. وقال في هذا الصدد إنه "كتب ملاحظة صغيرة يقول فيها إنه لم يستطع تسديد ديونه". وأضاف قره تبه أن "العديد من الأشخاص والشركات يمرّون بأوقاتٍ عصيبة وليس هناك أي إشارات تدل على تحسّن الأمور في وقتٍ قريب في تركيا".

ومنذ 8 شباط/فبراير الحالي، انتحر 4 أشخاص بالقرب من مقرّاتٍ حكومية في تركيا بعد عجز الحكومة التي يقودها الحزب الّذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن تخفيض مستوى البطالة في البلاد وفق ما تفيد تقارير إعلامية وأخرى حقوقية.

وكان المنتحر الأول آدم ياريجي والّذي أقدم على إنهاء حياته حرقاً على طريقة التونسي محمد البوعزيزي على أبواب مقر ولاية هاتاي جنوب غربي تركيا، في حين أن الثاني أقدم على الانتحار شنقاً بعد أيامٍ من انتحار ياريجي، وكان يعمل سائقاً في مدينة قونية ويدعى مولود تشانقه.

والثالث كان هاكان طاش دمير وهو طالب جامعي انتحر في ظروفٍ غامضة في اسطنبول لتراكم مستحقاتٍ مالية عليه كان ينبغي أن يدفعها بعد فشله في العثور على فرصة عمل، كما أظهرت آخر ورقةٍ كتبَ عليها قبل أن ينتحر، بينما الرابع فهو نذير قليتش الّذي رمى بنفسه من سطح مبنى حكومي جنوب شرقي تركيا.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى القطب الشمالي: نزاع جديد تتفوق فيه موسكو على واشنطن