كواليس جلسة البرلمان العراقي.. هكذا طيّر الفياض الجلسة

كواليس جلسة البرلمان العراقي.. هكذا طيّر الفياض الجلسة
كواليس جلسة البرلمان العراقي.. هكذا طيّر الفياض الجلسة

شهدت جلسة البرلمان العراقي الثلاثاء مشادات كلامية وبلبلة بين النواب، وعلى الرغم من حضور رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي جلسة التصويت لإستكمال كابينته الوزارية، إلا أن مقاطعة معظم الكتل السياسية للجلسة، أفشلت خطوته لتمرير مرشحيه.

وإثر الجلسة "التي لم يكتمل نصابها"، أكد عبد المهدي إصراره على التمسك بأسماء المرشحين للوزارات الشاغرة وعلى رأسها وزارتي الداخلية والدفاع، ما طرح العديد من التساؤلات حول هذا الإصرار.

فلماذا يتمسك رئيس الوزراء العراقي بـ #فالح_الفياض ، مرشحاً عن إحدى الكتل الشيعية التي تملك ميليشيات، ككتلة "بدر" بقيادة هادي العامري أو "صادقون" الجناح السياسي لميليشيا "عصائب أهل الحق" التي يتزعمها قيس الخزعلي" لمنصب وزارة الداخلية؟

يعزو عدد من المراقبين تمسك عبد المهدي بالفالح إلى الضغط الإيراني المنقطع النظير، للفياض، مكافأةً منهم على اجهاضه مشروع تولي رئيس الوزراء السابق حيدر #العبادي لولاية ثانية، كونه كان مناوئاً للتدخلات الإيرانية في العراق.

كما يعتبرون أن فشل تمرير الفياض، سينتج عنه تقويض النفوذ الإيراني في العراق، كما سيقوض ثقة بقية المتعاونين من الساسة العراقيين مع إيران، لذا تعتبر مسألة توزير الفياض مسألة حياة أو موت بالنسبة للسياسة الإيرانية في العراق.

الفياض خرج خالي الوفاض

من جهته، وعلى الرغم من الجو السياسي العام في العراق الذي سبق الجلسة، والذي كان يشي بما لا يقبل الشك برفض توزير الفالح، إلا أن الأخير أتم التحضيرات الاثنين لتنصيبه وزيراً للداخلية الثلاثاء، فزار رئيس الجمهورية برهم صالح، ووصل مبكراً إلى مجلس النواب، وانتظر ساعات طويلة، وهو يراقب الاعتراضات التي تسبب بها الإصرار على ترشيحه، لكنه خرج مع عبدالمهدي من دون حصوله على الثقة.

وفي هذا الشأن، قال النائب عن تحالف "سائرون" جاسم الحلفي، إن "سائرون" أجهضت المشروع الخارجي لتمرير الفياض لوزارة الداخلية.

وأضاف الحلفي أن تحالف سائرون، كان الكتلة النيابية الأكبر التي دعمت تولي عبد المهدي لرئاسة الحكومة، لكن الأخير بيّن الثلاثاء بأنه لا يمتلك فريقا إصلاحيا لقيادة البلد، كونه خلافاً للاتفاق المسبق مع تحالف سائرون لم يأت بوزراء مستقلين للحقائب الأمنية، مشيراً إلى أن جلسة الخميس المقبلة أيضاً لن تشهد إكمال الكابينة الوزارية.

وكان مجلس النواب أرجأ جلسة التصويت على منح الثقة للحقائب الوزارية المتبقية بعد فشل انعقاده إلى الخميس القادم.

وفي التفاصيل، التي جرت الثلاثاء، علمت العربية.نت أنه بعد أن ضمت قائمة مرشحي عبدالمهدي للوزارات أسماء مرفوضة لوزارات الداخلية والدفاع والتربية والعدل والهجرة والمهجرين، حاول تحالف "البناء" عرض أسماء المرشحين للتصويت.

وبحسب المصادر فإن الخطة كانت معدة، لتمرير فالح الفياض وزيراً للداخلية، ثم انسحاب كتل "البناء" وكسر النصاب وعرقلة تمرير وزير الدفاع، وهو السيناريو الذي يبدو أن تحالف "الإصلاح" اكتشفه.

نصاب وهمي

ووفقاً لمصادر في مجلس النواب، فإنه وبعد مرور 4 ساعات على موعد الجلسة ورغم انسحاب تيار "الإصلاح" الذي يضم تحالف "سائرون" المدعوم من الزعيم الصدري مقتدى الصدر وتيار "الحكمة" بزعامة عمار الحكيم وائتلاف "النصر" بقيادة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، وجزء من "المحور الوطني"، أعلن رئيس مجلس النواب اكتمال النصاب، مما أثار الشكوك لدى أعضاء وقيادات "الإصلاح" الذين كانوا في كافتيريا البرلمان.

وأضافت المصادر أن نواب تحالف "سائرون" قرروا الدخول إلى القاعة، مطالبين بإعادة احتساب الحضور، ليظهر أن كثراً من الجالسين على مقاعد النواب، كانوا مستشارين أو ضيوف تم رفد النصاب بهم.

تسريب محادثة "واتساب"

وأتت هذه الخطوة بعد ليلة، على تسريب النائب السابق مشعان الجبوري لمحادثة "واتساب" بين جمال الكربولي، ومحمد الحلبوسي، ومثنى السامرائي، وعلي الصجري، وأحمد الجبوري، الملقب بأبي مازن، الذين خططوا مسبقاً لإفشال تمرير الحكومة مادام وزير الدفاع ليس مرشحهم، حتى ولو بالاعتداء على عبدالمهدي في قاعة جلسة البرلمان.

هذه الأحداث أربكت حسابات تحالف "البناء" الذي يضم تحالف "الفتح" بقيادة هادي العامري وائتلاف "دولة القانون" بزعامة نوري المالكي، وجزء من "المحور الوطني" الممثل للمكون السني، ومن خلفها طهران، التي قد تدخل العراق في أتون أزمة سياسية أو أمنية أخرى انتقاماً لعدم تمرير مخططاتها في العراق.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى واشنطن تعترف: الحرب الأوكرانية مفيدة للاقتصاد الأمريكي