أخبار عاجلة

ناشط سوري: رعب بين الأهالي بإدلب بسبب اغتيالات "النصرة"

ناشط سوري: رعب بين الأهالي بإدلب بسبب اغتيالات "النصرة"
ناشط سوري: رعب بين الأهالي بإدلب بسبب اغتيالات "النصرة"

يعيش معظم ناشطي إدلب وريفها من المناهضين لتنظيم جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا والمعروفة بـ"هيئة تحرير الشام"، قلقاً كبيراً إزاء التهديدات التي يتعرضون لها من قبل التنظيم المتطرف الّذي يسيطر على أجزاء كبيرة من إدلب وبلداتها شمال غربي البلاد.

ويواجه هؤلاء الناشطون خطراً كبيراً على حياتهم، يتمثل باغتيالهم أو اختطافهم في سجون تُشرف عليها "هيئة تحرير الشام"، لاسيما بعد توجيه بعضهم أصابع الاتهامات إليها بتورطها في عملية اغتيال ناشطين بارزين من بلدة كفر نبل الواقعة جنوبي إدلب وهما الصحافي رائد الفارس وصديقه حمود جنيد.

وفي هذا السياق، قال أحمد خليل الجلل (36 عاماً)، أحد أبرز رسّامي بلدة كفر نبل التي اشتهرت بتظاهراتها المعارضة لنظام الأسد لـ"العربية.نت": "شخصياً اتهم النصرة باغتيالهما، وكردة فعل، لم نسكت، شاركنا في تظاهرات أنا وبعض أصدقائهما وأقاربهما بعد كتابة عدة لافتات".

يتحدث بلسانِ الخائفين

وأضاف الجلل الذي يعد من الأصدقاء المقرّبين من الفارس وصديقه جنيد "كانت اللافتات ناقدة للنصرة وتتهمها بشكر مباشر باغتيالهما، وخرجنا بأعداد قليلة في هذه التظاهرة نتيجة خوف الناس".

وأشار إلى أنه "لن أسهل للنصرة عملية اعتقالي أو اغتيالي، وما أعيشه اليوم يذكرني ببداية الثورة السورية في العام 2011، حين دخل جيش النظام إلى بلدتنا".

وتابع "الوضع صعب، وأنا أتحدث على لسان الخائفين الذين لا يتجرأون على انتقاد النصرة التي تعد فرعاً أمنياً يرهب الأهالي".

ولفت الجلل إلى أن "النصرة ومختلف الفصائل المتطرفة، تسيّس السكان وتحكمها بالقوة تحت غطاء ديني"، مبيناً أن "كل من تحرك ضد النظام في السابق لن يسكت الآن، لكن من المؤسف أن معظم ناشطي البدايات إما معتقلون أو قد تم اغتيالهم".

وكانت مجموعة مما تُعرف بـ "الحسبة" المحسوبة على "النصرة"، قد زارت منزل الرسّام بعد مشاركته في تظاهراتٍ مناهضة لها، كان أبرزها الجمعة الماضية، حيث رفعت لافتاته ورسوماته الناقدة لها، إلا أنه لم يكن متواجداً في مكان إقامته، وقال "من حسن الحظ لم أكن موجوداً في البيت".

"النصرة.. مُجرمٌ معروف"

ومنذ ذلك الوقت، يتوارى الرسام عن الأنظار خوفاً على حياته، لكن خطابه المعادي للنصرة لم يتوقف، إذ خاطبها يوم أمس على صفحته الشخصية على موقع فيسبوك قائلاً إنه "سيفضح القتلة"، محملاً إياها المسؤولية عن اغتياله أو اعتقاله إن حصل ذلك في المستقبل، حيث وصف النصرة بـ"مُجرمٍ معروف".

وقبل أيام قليلة، صُدم أهالي بلدة كفر نبل باغتيال اثنين من أبرز ناشطيها المعارضين لنظام الأسد. والناشطان المقتولان هما رائد الفارس وحمود جنيد، وكلاهما تعرضا للاعتقال من قبل "هيئة تحرير الشام" في وقتٍ سابق. كما أن الفارس سبق وتعرض لمحاولة اغتيال مشابهة في العام 2014 وكان مؤسس ومدير راديو فريش، إلى جانب إدارته لمنظمة "اتحاد المكاتب الثورية" التي تُعرف اختصاراً بـ URB، فيما كان جنيد يعمل كمصورٍ صحافي معه ضمن المنظمة ذاتها.

واتهم ناشطون سوريون معارضون للأسد "هيئة تحرير الشام" بالوقوف وراء مقتل الرجلين. وأكدت صفحة "انتهاكات جبهة النصرة" على "فيسبوك" أن "مسلحين من الجبهة أطلقوا النار" على الفارس وجنيد، الأمر الذي أدى لوفاتهما على الفور.

ويشكو ناشطو محافظة إدلب، آخر معاقل المعارضة السورية المسلحة، من الانتهاكات الكثيرة التي يتعرضون لها من قبل "الهيئة" وفصائل أخرى تسيطر على أجزاء كبيرة من المنطقة.

وتحتجز "هيئة تحرير الشام" منذ 21 أيلول/سبتمبر الماضي المحامي والناشط المدني ياسر السليم في بلدة كفر نبل بعد تضامنه المعلن مع مختطفات السويداء اللواتي كن معتقلات لدى تنظيم "داعش"، حيث طالب السليم بحريتهن أثناء مشاركته في تظاهرة معارضة لنظام الأسد في بلدته.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى القطب الشمالي: نزاع جديد تتفوق فيه موسكو على واشنطن