بعد تصريحات روسية وإيرانية.. "إدلب" إلى الواجهة مجددا

يبدو أن روسيا باتت تهدد فصائل المعارضة السورية المسلحة في مدينة إدلب شمال غربي البلاد بشكل أكثر حدّية من ذي قبل، فبالرغم من اتفاق سوتشي المبرم بينها وبين تركيا في السابع عشر من أيلول/سبتمبر الماضي والّذي ينص على إقرار منطقة منزوعة السلاح بين نظام الأسد ومعارضته بعمقٍ يتراوح بين 15 إلى 20 كيلومتراً، إلا أن موسكو بدأت تلمح بأن صبرها قد نفذ، لا سيما بعد أن أعلنت الخميس عن فشلها بفصل المعارضة المعتدلة عن المتطرّفة في إدلب.

وفي تطوّر لافت أيضاً، وبالتزامن مع التصريح الروسي، أعلن قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء، محمد علي جعفري، أن بلاده سترسل ما سمَّاها "قوات حفظ سلام" إلى إدلب ومنطقة شمال غربي حلب، وذلك بناء على طلب من حكومة النظام السوري، حيث من المقرر أن تستقر في تلك المناطق.

ميلشيات إيرانية هاجمت المعارضة

من جهته، علّق مسؤول عسكري في المعارضة السورية المسلحة لـ "العربية.نت" على هذا التصريح، قائلاً، إن، "إعلان طهران هو عبارة عن ذريعة وحجة واهية للتملص والتهرب من اتفاق سوتشي، لكننا في الوقت عينه، على استعداد كامل وتام للقتال، والتحصينات الهندسية مستمرة بشكلٍ كبير وعالي"، مضيفاً، "ما تزال قواتنا محافظة على جاهزيتها على الجبهات".

وتابع النقيب ناجي مصطفى من الجبهة الوطنية للتحرير في اتصال هاتفي مع "العربية نت"، قائلاً إن "التصريحات التي تأتي على لسان مسؤولي النظام وحلفائه، تفيد بأن هذا الاتفاق هو مؤقت، وهذا يعني أنهم لن يلتزموا به خاصة وأنهم اخترقوا شروط الهدنة وقصفوا بعض مواقعنا وقمنا بالرد عليها".

وأشار إلى أنه "لا توجد قوات روسية في مناطق سيطرتنا على الأرض، لكن الميليشيات الإيرانية متواجدة في مناطق النظام ولها معسكراتها".

وأكد مصطفى، "هاجمت القوات الإيرانية مناطق سيطرتنا وحاولت التسلل إليها، لكننا تصدينا لها من خلال جبهاتنا الدفاعية".

من إدلب (أرشيفية)
إدلب مقابل دخول تركيا لشرق الفرات

وعلى الصعيد السياسي، أشار صحافي من أبناء مدينة #إدلب والّذي يراقب الوضع فيها عن كثب لـ "العربية.نت" إلى أن "النظام يحاول إعادة السيطرة على كافة المنطقة التي خسرها سابقاً، ويبدو أنه قد يستطيع فعل ذلك".

وقال الصحافي حازم داكل في اتصال مع "العربية.نت" إن "مشروع المنطقة العازلة في إدلب وريفها مرتبط بما سيجري في شرق #نهر_الفرات ، لكن #موسكو تهدد المعارضة بإرسال قوات إيرانية إلى المنطقة نتيجة رفض المعارضة المسلحة وجود شرطة عسكرية روسية فيها".

وأضاف داكل، "وهي الخطة الروسية ذاتها التي تم تنفيذها بمدينة #درعا، أي إخضاع المعارضة المسلحة لقوات روسية بعد تهديدها بقوات إيرانية".

وتابع، "هناك دور كبير لتركيا في ما يحصل بإدلب، وهي إلى الآن لم تستطع إخراج هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) أو طردها من المنطقة العازلة وتصريحات مسؤوليها بهذا الخصوص متضاربة، فتارة ترضخ الهيئة لاتفاق سوتشي، وتارة أخرى ترفضه".

ويرى داكل أنه، " لو سُمح لتركيا بالدخول إلى شرق نهر الفرات لمحاربة قوات سوريا الديمقراطية، فإنها بهذه الحالة، تستطيع القضاء على الهيئة، وبالتالي سيطرة النظام وحلفائه على إدلب مجدداً، فالأهم بالنسبة لأنقرة هو شرق الفرات وليس إدلب".

ويعتقد أن "أنقرة تستطيع القضاء على الهيئة بنزاع مسلح من خلال محاربتها عبر فصائل تدعمها في الشمال السوري، في ما لو حصلت على موافقة دولية بشن عملية عسكرية ضد قوات سوريا الديمقراطية، شرقي الفرات".

وقبل يومين، نقلت وسائل إعلام روسية، عن مصادر عسكرية في صفوف النظام السوري، عن التجهيز لعمل عسكري كبير في جنوب إدلب، في حال استمر تصعيد الفصائل المسلحة.

يذكر أن إدلب التي يتخوف سكانها من مصيرهم المجهول، هي آخر معاقل المعارضة السورية المسلّحة، ويسيطر عليها قطبان عسكريان وحيدان، هما "هيئة تحرير الشام" و "الجبهة الوطنية للتحرير" التي تسعى للسيطرة على كامل المنطقة هناك بدعمٍ تركي، وهي تضم في صفوفها نحو 70 ألف مقاتل، وفق ناطقها الرسمي.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى واشنطن تعترف: الحرب الأوكرانية مفيدة للاقتصاد الأمريكي